لا يغمض للمواطن النيجيري، دانيال ياكوبو، جفن، منذ أن سمع زعيم جماعة بوكو حرام، أبو بكر شيكاو، يعلن أن مدينة جوزا، بولاية بورنو، شمالي البلاد، أصبحت جزءا من الخلافة الإسلامية، قبل ثلاثة أيام.
ياكوبو المقيم في مايدوجوري، عاصمة بورنو (شمال)، قال في حديث لوكالة الأناضول: “أمي وأبي هناك ولا أستطيع أن أتواصل معهم حتى عبر الهاتف”.
وعطلت بوكو حرام، مرافق الاتصالات السلكية واللاسلكية في المنطقة منذ منتصف عام 2013، مما يجعل من الصعب أن يتواصل الفرد مع أحبائه.
وحاول ياكوبو اقتفاء أثر والديه، وزار معسكرين للنازحين الذين تركوا جوزا بعد سيطرة بوكو حرام عليها، ولكنه لم يجدهم هناك.
وتعليقا على زيارته للمعسكرين، قال ياكوبو “الناس (في المعسكرين) أخبروني أنهما حيين لكنهما لم يتمكنا من الفرار بسبب كبر سنهما”.
وفي مقطع فيديو نشر الأحد الماضي، قال شيكاو إن جماعته المسلحة أسست “خلافة إسلامية” في المنطقة المضطربة بشمال شرقي نيجيريا، التي تضم مدينة جوزا (وقعت في أيدي الجماعة مؤخرا).
وتسيطر بوكو حرام على مدينتي دامبوا وجوزا، جنوبي بورنو، ومدينة بوني يادي في ولاية يوبي (شمال)، ومدينة ماديجالي بولاية اداماوا (شمال شرق).
ومثل ياكوبو، تعيش هاناتو والا، حالة من القلق على سلامة عائلتها التي يعتقد أنها مازالت في جوزا.
وقالت هاناتو في حديث لوكالة الأناضول “إنهم (أي عائلتها) محاصرون هناك والجيش غير قادر على الذهاب إلى المدينة حتى الآن للتحقق من حالتهم”.
وتقول السلطات في بورنو إنها “غير متيقنة من سلامة المدنيين المحاصرين في جوزا بعد هجوم بوكو حرام على المنطقة في 11 أغسطس(آب) الجاري”.
وقال حاكم ولاية بورنو، كاشيم شيتيما، في تصريحات صحفية مؤخرا: “نحن قلقون بشأن وضع أهالينا الذين لم يتمكنوا من الفرار”، وأضاف أن معظم المحاصرين “نساء وأطفال وكبار سن”.
ومضى قائلا خلال زيارة إلى نازحين من جوزا، في معسكر بيو (يبعد 183 كيلومتر عن مايدوجوري):  “لا نعلم حتى الحياة التي يعيشونها الآن”.
ونفى الجيش النيجيري مزاعم شيكاو بالاستيلاء على جوزا، واصفا إعلانه الخلافة بـ”الادعاء الفارغ”، وأضاف في بيان صدر في وقت سابق، إنه “لن يتنازل عن أي جزء من البلاد للإرهابيين”.
غير أن عدد من المصادر العسكرية قالت إن الميلشيات “سيطرت بالفعل على جوزا ومحيطها”، لكن لا أحد يمكنه الجزم ما إذا كان إعلان الخلافة حقيقي أم لا.
وقال مصدر عسكري، لوكالة الأناضول، مفضلا عدم ذكر اسمه، “في الحقيقة.. عينوا (بوكو حرام) أميرا جديدا واختاروا واحدا منهم لإدارة نقطة الشرطة التي استولوا عليها منذ 11 أغسطس″.
وقال أحد المسؤولين بالجيش إن السكان “هجروا المدينة إلا كبار السن”، فيما قال مصدر أمني “ربما قتلت بوكو حرام كبار السن وجندت الأصغر سنا”.
وتابع حديثه مفضلا عدم ذكر اسمه، “فعلوا نفس الأمر في دامبوا”، مضيفا “يعتاد المتمردون على التحرك في محيط المدينة ويطلقون النار لإخافة المحاصرين من المدنيين”.
ومضى قائلا “لقد دمروا كل شيء في المدينة (جوزا) حتى أنوار الشوارع خلال الأسبوعين الماضيين”.
وبلغة قبائل “الهوسا” المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني “بوكو حرام”، “التعليم الغربي حرام”، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.
وحافظت جماعة “بوكو حرام” على سلمية حملاتها -رغم طابعها المتشدد- ضد ما تصفه بـ”الحكم السيء والفساد”، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.