للممثلة الأميركية نيكول كيدمان نصيب جيد من الجمال، ذاك الذي بددته مشاهد فيلمها الأخير «مدمر» (Destroyer) للمخرجة كارين كوساما، حيث تبدو فيه كيدمان مرهقة ومخيفة، لدرجة أنها بثت الرعب في قلوب أطفالها، عندما كانت تقوم بالتدرب على مشاهدها في البيت، وفق ما كشفت عنه أخيراً، في مقابلة معها نشر موقع «سينما بلند» أجزاء منها، حيث قالت فيها: «كانوا خائفين بعض الشيء، فقد شعروا أنني مخيفة، وأعتقد أن ذلك كان حقيقياً، فشخصيتي في الفيلم غاضبة، ولدي الكثير من الغضب في داخلي، لدرجة شعرت فيها أنني بحاجة إلى الصراخ، لما يعتصر قلب الشخصية من ألم، وما تبذله من محاولات حثيثة لأن تشفى منه».
أحداث الفيلم تدور حول محققة شرطة تُدعى «إيرين بيل» (نيكول كيدمان)، تبدو عليها ملامح التعب والإرهاق، بسبب ماضيها الذي يطاردها بعد سنوات من تسللها إلى عصابة متخفية في عملية كانت لها عواقب مدمّرة. كيدمان وصفت دورها في حديث مع «فانيتي فير» بقولها: «لست مهتمة بما أعرفه، بل مهتمة بما لا أعرفه»، ليبدو ذلك تصريحاً منطقياً، بعد مسيرة مهنية طويلة، ملآى بالجوائز، التي حازتها كيدمان عن أدوارها المختلفة، لتأتي شخصيتها في «المدمر» معقدة ومختلفة تماماً.
بعض المواقع المهتمة بالشأن السينمائي والتي استعرضت الفيلم الذي عرض في مهرجان تيلورايد بالولايات المتحدة في أغسطس الماضي، اعتبرت أن شخصية «إيرين بيل» من أفضل الأدوار التي قدمتها نيكول كيدمان حتى الآن، رغم ما تمتلكه الممثلة من أدوار مهمة في مسيرتها، وبينت هذه المواقع أن أهمية هذا الدور تكمن في قدرة كيدما على استعراض موهبتها بصورة فائقة، كونها برعت في تقديم شخصية «مكسورة الروح»، تملك عيوناً قلقة خائفة.
ووفق التقارير التي نقلتها المواقع السينمائية، ففيلم «مدمر» تميز بتصويره وإضاءته، معتبرة أن ذلك من أهم نقاط العمل، فمن خلالهما يمكن التفريق بين جزأي الفيلم الماضي والحاضر بطريقة بصرية مميزة، سواء باستخدام الإضاءة القوية باللون الأبيض وإنارة وجوه الشخصيات بوضوح في الجزء الأول، بينما في الجزء الثاني، حيث حاضر إيرين تميزت الإضاءة بكونها داكنة تبرز هيئتها الرثة، وسوء حالتها، لتعود الإضاءة لتصبح قوية مرة أخرى قرب النهاية عندما وصلت إيرين لخلاصها.