حاولت مجلة نيوزويك الأمريكية، الإجابة عن تساؤلات حول هويات الإرهابيين الثمانية الذين نفذوا هجمات دموية منسقة في أنحاء عدة في باريس، وخاصة بعدما أعلن داعش مسؤوليته عن تلك الجرائم، كما طرحت المجلة مخاوف البعض من احتمال توسع نفوذ المتطرفين في فرنسا وتجدد أعمال عنف.

وبحسب المجلة، فإن تقارير أولية توحي أن الهجمات تمت بتنسيق شديد بين مجموعة دولية صغيرة نسبياً، كما أشارت كل من وكالة أسوشييتيد بريس ومحطة "بي إف إم"، إلى أن الشرطة الفرنسية عثرت على جواز سفر سوري بالقرب من جثة أحد الانتحاريين في إستاد دي فرانس.

ولكن أحد شهود العيان عند مسرح باتاكلان وصف لمحطة "بي إف إم" سمات أحد المهاجمين بأنه "ضئيل البنية وأبيض البشرة، ويبدو أشبه برجل أوروبي".

كما نقلت صحيفة لوموند الفرنسية عن رئيس إقليم بافاريا الألماني هورست سيهوفر، وجود صلة بين اعتقال مسلح في بافاريا في الأسبوع الماضي، وبين الهجمات التي تمت مساء الجمعة.

وأكد سيهوفر وجود صلات بين عملية الاعتقال والهجمات، وأكد أن الرجل وصل إلى ألمانيا عبر جمهورية الجبل الأسود، ولكن تعليقات المسؤول الألماني لم تؤكدها أية مصادر رسمية أخرى.

وقال مراسل الشرطة في صحيفة ليبراسيون الفرنسية، أن جواز سفر مصريا وجد أيضاً عند موقع الهجوم في إستاد دي فرانس، كما أشارت الصحيفة أن الشرطة أكدت لمراسلها بأن أحد مهاجمي قاعة باتاكلان الموسيقية كان فرنسياً.

وكان الرجل معروفاً من قبل الشرطة نسبة لبصمات أصابعه، ولكن لم يصدر أي تأكيد رسمي للخبر ولم تعط أية أسماء أخرى، وأضافت مجلة لو بوانت الفرنسية الأسبوعية، بأن الفرنسي كان في الثلاثينات من عمره.

وقال مصدر من الحكومة البريطانية لمحطة بي بي سي، اشترط عدم ذكر اسمه إن "المهاجمين أعضاء في خلية مستقلة، سافروا إلى سوريا"، وألمح الرئيس الفرنسي هولاند، لكون العملية دبرت وتم التخطيط لها من داخل فرنسا، ولكن وزارة الدفاع الفرنسية لم تعط تفاصيل وافية عن هوية أو جنسية القتلة.

من جانبه، أكد الخبير الأمني شارلي وينتر، أن التكتيكات التي استخدمتها المجموعة الإرهابية تظهر "مستوى رفيعاً من التعقيد، وكانت تحركاتهم في باريس مدروسة ومنسقة".

وقال وينتر "ما يبدو مؤكداً هو أن أولئك المهاجمين تلقوا تدريبات، وتحركوا بحرفية وبتنظيم، وتدل حقيقة أنهم حملوا أحزمة ناسفة أنهم كانوا يعملون وفق درجة رفيقة من التعقيد، كما يدل ذلك على أن العملية كانت مدبرة ومخطط لها بشكل جيد، وليست مجرد هجمات لمبتدئين".

وتابع وينتر" ما جرى كان عملاً منسقاً بعناية فائقة، ويبدو أنه تم التخطيط له منذ بعض الوقت، ومن المحتمل أن المجموعة كانت تعد للهجوم منذ مدة طويلة، ولذا فإن الهجوم ليس مرتبطاً بأحداث وقعت مؤخراً مثل مقتل الجهادي جون، أو هزيمة داعش في سنجار.

وبحسب وينتر "لم يشر البيان الذي صدر عن داعش بشأن مسؤوليته عن الهجوم لهوية أي من المنفذين، كما لم يتضح بعد فيما إذا كانت الهجمات تمت بإلهام من داعش، أو بتوجيه مباشر من التنظيم الإرهابي".

وبرأي وينتر "يبدو أن القصد من البيان المذكور كان وسيلة تضليل، إذ ذكر في طياته أن الهجمات تمت في الدائرة ١٨ من باريس، فيما وقعت الهجمات في الدائرتين العاشرة والحادية عشر وحي سانت دينيس في العاصمة الفرنسية".

وقال وينتر "ليس هذا أمراً غير عادي بالنسبة لبيانات صادرة عن داعش، أو أنه ليس لمنفذي الهجمات علاقة به، ولكن يبقى السؤال الأهم حول مدى علاقة المهاجمين الوثيقة بالتنظيم الإرهابي".