قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه بعد أسبوع من شن المشير خليفة حفتر -الذي وصفته بالرجل القوي- هجومًا مفاجئًا على العاصمة الليبية سارعت مجموعة من العصابات الإجرامية والمتطرفين إلى القتال ضده مما أثار تساؤلات جديدة حول الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى التي أدانت هجومه.

وأحبط تحالف مليشيات من جميع أنحاء المنطقة الهجوم الذي شنه المشير خليفة حفتر مما أحبط توقعاته بمسيرة سهلة في العاصمة طرابلس، وأجبره على الاعتماد على خطوط إمداد طويلة ودائرية عبر الصحراء إلى الجنوب.

وبحلول يوم الجمعة كان خصومه يدعون أن دباباته وعرباته المدرعة كانت تنفد من الوقود.

لكن فريقًا غير مستقر على نحو متزايد انضم إلى التحالف ضده بما في ذلك جماعة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بميليشيا تمت تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وبهذا أصبح زعيم حرب متطرف يعاقب على تقويض استقرار ليبيا فيما قادة الميليشيات الآخرين يعاقبون على تهريب المهاجرين. وهذا المزيج ينذر القوى الغربية لدرجة أن البعض قد يرون أن المشير حفتر هو الشر الأقل شأنا.

ويجادل فريدريك وهري  -الباحث في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي- أن تصوير حفتر لمعركته كمعركة ضد المتطرفين والمجرمين "يصبح نبوءة تحقق ذاتها".

وأضاف وهري أن ظهورهم "يمنح حفتر ومؤيديه الرواية التي يريدونها، بذلك قدموا له معروف كبير".

وهدد الهجوم على طرابلس الذي بدأ الأسبوع الماضي بإغراق ليبيا في حرب أهلية شاملة.

قال مسؤولو الأمم المتحدة إن أسبوع القتال على مشارف المدينة قد أودى بحياة أكثر من 75 شخصًا من بينهم سبعة مدنيين، وجرح أكثر من 320 شخصًا.

 وقال سيد جعفر حسين  -ممثل منظمة الأمم المتحدة الصحية في طرابلس- للصحفيين عبر الهاتف "قلقنا الرئيسي هو زيادة الغارات الجوية من قبل الجانبين واستخدام المدفعية الثقيلة"، مضيفا  "نعتقد اعتقادا قويا أن ذروة الأزمة لم تأت بعد".

وليبيا هي واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم وقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبي إن القتال قد "يقضي على الإنتاج"، وارتفعت أسعار النفط العالمية بالفعل بسبب القتال.

وتعهد المشير حفتر  -الذي يسيطر على جزء كبير من شرق ليبيا-  لسنوات بالاستيلاء على العاصمة وتوحيد البلاد، التي انقسمت منذ الإطاحة بالرئيس الراحل العقيد معمر القذافي في انتفاضة الربيع العربي في عام 2011.