علقت نجلاء الباروني حفيدة المجاهد سليمان الباروني، على مسلسل الليبي "الزعيمان"، والذي يتناول قصة حياة سليمان الباروني وبشير السعداوي. 

وقالت حفيدة الباروني، "يوما ما، سمعت أبي رحمه الله، وهو يحادث شخصا ما عبر الهاتف، قائلا لمحدثه: "ما فعله سليمان الباروني فعله لله وللوطن، أما أنا فلا أريد منكم جزاءً ولا شكورا"، علمنا لاحقا أن رده كان اعتذارا منه لمحدثه الذي كان أحد رجالات النظام السابق، عن حضور لقاء مع القذافي، في بادرة تحتسب للنظام من أجل تكريم جدي سليمان الباروني رحمه الله. لم يستغل والدي صفته كحفيد لأي غرض دنيوي، بل ورفض عرضا من النظام له للعمل في سفارة ليبيا بسلطنة عمان، عرض بغرض توظيف علاقته الجيدة مع السلطان قابوس رحمه الله صديق طفولته ورفيقه في مقعد الدراسة، التي كانت امتدادا لعلاقة متينة وراسخة جمعت سليمان الباروني مع السلطان تيمور، علاقات أراد النظام السابق تكريسها لإصلاح العلاقات مع السلطنة، موقف، يراها البعض فرصة قد يبذل ما في وسعه للحصول عليها".

وتابعت الباروني، "لم أكتب هذه الخاطرة للمباهاة، فما تعلمت هذا عن والدي أو أسلافه، نحن كما عهدناهم، الفتي عندهم، من قال ها أنا ذا، عملا لا مشافهة. لماذا أكتب هذا الآن إذا؟ ما رأيته من تسطيح في إظهار سيرة جدي وأسرتنا، هو ما دفعني للكتابة، فما كانوا هكذا يوماً: سليمان الباروني: ما كان عبوسا، سوداويا، كئيبا، يائسا، منزوع الكاريزما. بل على النقيض من ذلك تماما، ما كان ذلك ذلك الجبان التائه الباكي كالأطفال في ساحة المعركة مطوحا بشعره كأنور وجدي كما أظهره العمل في معركة جندوبة منطروس. جدي عبد الله الباروني: لم يكن كما ظهر في المسلسل، بل عالما وزاهدا في الدنيا، قليل الاكل الصوف ملبسه. يحيى الباروني: ما كان مجرد تابع معدوم الحضور، بل شخصية لها حضورها، وعلمها، ومواقفها في الجبل وحتى في أعماق البحر. زعيمة الباروني: عاصرتها، ما كانت شخصيتها هكذا، ما كانت هكذا أحاديثها، العمل لم يكلف نفسه عناء البحث عما هو أبعد من صورة بإيشارب ومخطوطات كتب، إلى الروح ذاتها التي تسم أصحابها حتى في سكناتهم، زعيمة لم تكن تعزل نفسها عنا، بل وأتذكر مواقفا عدة كانت تندمج فيها معنا ونحن أطفال نعم كنت طفلة لكني اذكر طيفها جيدا. إبراهيم الباروني: المثقف الغزير، مالك ناصية اللغتين الإنجليزية والعربية واللاتينية، المناكف للإنجليز عبر مقالات أزعجتهم في العراق حين إقامته هناك بل حتى في أوروبا ذاتها وله مصنفات عدة، دفع واسرته ثمن نزاهته في القضاء بالغا حتى وفاته رحمه الله (قصة لم يظهر منها عبر المسلسل إلا قمة جبل جليدها كمضطرب نفسي)".

وأضافت، "أما بقية الأسرة، فقد غاب شقيقه أحمد عن المسلسل كليا لسبب مجهول، نانا حليمة ربيبة جدي والتي لم تنساه رغم الزهايمر بمناجاته وتقبيل صوره (بابا)، والدي رحمه الله، عمي طارق ونوري رحمهما الله، عمتي حفظها الله الشاهدة الحية الوحيدة على تفاصيل يوميات المنزل، عوضت عنه أجندة العمل بقيمة أفدح من الصفر (العلامة الخالية فاي φ). ولمن اعتبر ما سلف مجرد خلفيات لا تمس جوهر العمل، غاب عن سيرة سليمان محطات مهمة عدة، وروابط جمعته مع شخصيات وطنية تنكر لها العمل وأظهر بعضها كشخصيات ثانوية، كما استبدلت قريحته وأشعاره بأشعار ينقلها عن غيره وهو صاحب الدواوين، كما لم تظهر دعواه لتوحيد المذاهب والمسلمين لإنهاء فٌرقِتِهم، وما لهذه الدعوة من أهمية وسط الفرقة الحالية، فلماذا؟ كيف يمكن معالجة آثار سلبية تسبب بها التقصير مجهول السبب، تقصير تجاهل تفاصيل غنية متوفرة واستبدلها بغثاء أخشى تفسيره وتمريره تحت مسمى (معالجة درامية)، أي دراما تلجأ إلى صنع عوالم من مخيلة أصحابها عوضا عن الحقيقية؟ مثلما لم يستغل بيتا إبراهيم وسعيد الباروني هذه السيرة لأغراض دنيوية، فلا نريد لأحد ان يقوم باستغلالها أو تشويهها لأي غرض كان دراميا او سياسيا لخدمة اجندات مجهولة. شخوص الأسرة إما غيبت أو جسدت بشخوص مشوهة بما فيهم شبيه سليمان الباروني وما هو بسليمان".