منذ تعيين اللبناني غسان سلامة مبعوثا أمميا في ليبيا،عملت البعثة في اتجاهات مختلفة نحو الوصول لحل سياسي إذ قامت برعاية مختلف المبادرة من باريس إلى باليرمو فضلا عن الملتقى الجامع.
إلا أنه منذ إعلان الجيش الليبي إطلاق عملية طرابلس وُجّهت عدة تهم لسلامة بالإنحياز لطرف دون غيره حيث أصبح دور البعثة يعاني الإضطراب.
حيث أصدرت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي الأربعاء، بياناً استهجنت فيه "التحركات غير الحيادية التي يقوم بها المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا".
وأشارت اللجنة "إلى أن تحركات سلامة تهدف إلى التأثير على المجتمع الدولي لغض الطرف على ميليشيات الإرهاب والمال العام في طرابلس ومحاولة إهمال دور القوات المسلحة في حربها على الإرهاب".
وطالبت اللجنة رئاسة البرلمان بمخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة وإعلامه بـ"أن المبعوث الخاص غسان سلامة غير مرغوب فيه لعدم حياديته".
ويأتي موقف لجنة الدفاع بعد زيارة قام بها المبعوث الأممي إلى بروكسل التقى خلالها وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ. وانتهت الزيارة بإصدار الاتحاد الأوروبي لبيان اتهم فيه الجيش بزعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي وهو ما يبدو أنه أثار شكوك الجيش وداعميه بوقوف سلامة خلف صدور البيان.
من جانبها،أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الثلاثاء قبل الماضي، ترحيبها بالبيان الصادر عن مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي بشأن ليبيا الأسبوع الماضي.
وشددت البعثة على مضمون البيان الأوروبي وعلى أن "الهجوم" على طرابلس وما تلاه من أعمال عنف يهددان السلام والأمن الدوليين، وعلى رأس ذلك يمثلان تهديدًا لاستقرار ليبيا.
وأضافت البعثة في تغريدة ثانية أنها "تضم صوتها للاتحاد الأوروبي بدعوة كافة الأطراف للتعاون مع الأمم المتحدة من أجل وقف فوري لإطلاق النار"وأكدت "أن الهجمات العشوائية على المدنيين والبنى التحتية المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب وتذكر الجميع بالتزاماتهم بقرار حظر الأسلحة وفق القوانين الدولية الإنسانية".
في سياق متصل،حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة الثلاثاء من أن المعركة للوصول إلى طرابلس تشكل "مجرد بداية حرب طويلة ودامية". وقال أمام مجلس الأمن الدولي إن "دولا عديدة" توفر الأسلحة لطرفي النزاع، أي الحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة في طرابلس وكذلك القوات التي يقودها المشير خليفة حفتر.
وأوضح سلامة أن "العنف على مشارف طرابلس هو مجرد بداية حرب طويلة ودامية على السواحل الجنوبية للمتوسط، ما يعرض للخطر أمن الدول المجاورة لليبيا ومنطقة المتوسط بشكل أوسع". وأضاف أنه إذا لم يتم التحرك لوقف تدفق الأسلحة فإن "ليبيا على وشك الانزلاق إلى حرب أهلية يمكن أن تؤدي إلى الفوضى أو الانقسام الدائم للبلاد".
في نفس الإطار،قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، اليوم الثلاثاء، إن تنظيم الدولة “داعش” بدأ بالظهور مجدداص في ليبيا، مشيراً إلى أن رايات التنظيم عادت ترفرف في جنوب البلاد. وأضاف سلامة أنه تم تسجيل 4 هجمات لـ “داعش” في ليبيا خلال الفترة الأخيرة، مؤكداً أن هذا الأمر مقلق للغاية.
وشدد المبعوث خلال تقديمه إحاطة لمجلس الأمن بشأن تطورات الوضع في ليبيا أنه على الأمم المتحدة أن تضع حدا للنزاع الدموي في ليبيا، مشيراً إلى أن النسيج الاجتماعي في هذا البلد يتدهور والكراهية تزداد، ما يهدد بحرب أهلية شاملة. وصرح المبعوث الأممي بأن بعض الدول تزيد الاحتقان في ليبيا عبر تزويد بعض الأطراف بالأسلحة.
وطالب الأمم المتحدة أن تضع حداً لتهريب السلاح إلى ليبيا، موضحاً بأن أسلحة حديثة محظورة دولياً وصلت إلى كافة الأطراف في ليبيا، كما أن أشخاصاً مطلوبين دولياً يشاركون مع جميع الأطراف في القتال الدائر.
من جانب آخر،ردت غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي على إحاطة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أمام مجلس الأمن الثلاثاء، مؤكدةً سعيه لإيجاد حل لمشكلة تنظيم الإخوان فى ليبيا بدلا من حل مشكلات الليبيين، وعدم تطرقه للميليشيات التي نهبت ثروات الشعب الليبي.
وأعربت الغرفة في بيان صحفي ، رفضها تسمية المبعوث الأممي إلى ليبيا للجيش الوطني الليبي المنبثقة من مجلس النواب بـ "قوات حفتر" وتسميته للمليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة بأنها قوات عسكرية تتبع حكومة الوفاق.
وأشارت إلى أن هدف قوات الجيش الليبي من معركة طرابلس هي تحرير طرابلس من الميليشيات، لافتا إلى أن طرابلس محتلة من المليشيات المسلحة باعتراف وزير داخلية حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا.
وأكدت غرفة عمليات الكرامة أن حكومة الوفاق واجهة مدنية لتنظيم الإخوان والمليشيات المسلحة، متهمة غسان سلامة بالتحرك للوصول لاتفاق سياسي فاشل في غدامس يمكن العصابات المسلحة.
ولفتت الغرفة إلى أن غسان سلامة تحدث عن شبح وجود حرب أهلية وهي قراءة خاطئة لأن الجيش الليبي تحرك لطرابلس لتحريرها من العصابات والمليشيات المسلحة، مشددة على أن غسان سلامة تجاهل تهريب تركيا وقطر للأسلحة إلى ليبيا وخرقهما لقرارات مجلس الأمن الدولي بتهريب أسلحة للبلاد.
ويرى مراقبون أن حرب طرابلس أظهرت عجز البعثة الأممية في ليبيا وضعف دورها، إذ حمّل سلامة مسؤولية الفشل للانقسامات الدولية، التي شجعت الأفرقاء الليبيين على الاقتتال. ودعا سلامة الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى "التحرك والتوحد لمنع مثل هذا الاشتعال الشامل كما أنه كان على سلامة أن يكون واضحاً في إعداد مشروع يقصي الميليشيات من المشهد والمفاوضات ويسمي الأجسام الإرهابية أو التي تدعم الإرهاب ويسعى لمعاقبتها دولياً لا أن يسعى لمكافأتها بمنحها فرصة للبقاء في المشهد والقفز إلى السلطة تحت غطاء دولي يمنح أعمالها شرعية وحماية.