الظهور الرسمي لداعش في ليبيا كان رسمياً في إعلان البيعة للبغدادي في مدينة درنة الواقعة شرق ليبيا عام 2014، ثم أعقب ذلك انتشار للتنظيم في مدينتي بنغازي وسرت وتوالت مقاطع الفيديو التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي أعلنت فيها جماعات تبعيتها للتنظيم، وفي مرحلة لاحقة تبنى التنظيم عمليات عدة، أشهرها حادثة ذبح الأقباط المصريين التي أرعبت العالم لبشاعتها.
بعد خروج التنظيم من المدن وهرب بعض عناصره إلى الصحراء الليبية، نفذ التنظيم بعض الهجمات على نقاط تفتيش في بعض القرى والطرق الصحراوية بعدد قليل من أعضائه وأوقع خسائر في الأرواح، لكن على الرغم من الحزن على الضحايا إلا أن القلق كان بعيداً، وتماهى كثيرون مع التحليل القائل إن هجمات عناصر داعش يائسة؛ إذ خرجت من المدن واختارت الموت على التيه في الصحراء الليبية، وبخاصة أن أغلب المنفذين كانوا من الأفارقة أو جنسيات أخرى وليسوا ليبيين.
الجنوب الليبي الذي تعادل مساحته مساحة دولة بذاتها ولديه حدود مع خمسة دول تنشط فيها الجماعات المتطرفة، وتوجد فيه صراعات قبلية، يعدّ المكان الملائم الذي يعود فيه داعش إلى تنفيذ استراتيجيته (إدارة التوحش) ليتمكن من بسط سيطرته واكتساب ولاء بعضهم.
مؤخرا،كشف مركز «ستراتفور» الأميركي للدراسات الأمنية والاستراتيجية المقرب من الاستخبارات، تحليلا وضع فيه تصورا لشكل المعركة مع التنظيمات المسلحة في المستقبل، ومع انحسار النشاط الإرهابي على نحو نسبي في الشرق الأوسط وأفغانستان، ازدادت النزعة القتالية للجماعات الإرهابية في أجزاء مختلفة من أفريقيا، لا سيما عقب انهيار معمر القذافي في ليبيا، الأمر الذي أوجد فراغا في السلطة بالبلاد، وأدَّى إلى إثارة نشاطٍ للتنظيم الإرهابي في منطقة الساحل والصحراء بأفريقيا.
يقول ستراتفور، إن القاعدة في بلاد المغرب لا زالت في مدن الزاوية وغريان والحدود المشتركة مع الجزائر والنيجر ومحيط بنغازي، بينما ينتشر في وسط ليبيا قرب رأس لانوف والنوفلية تنظيم داعش، أما في محيط بنغازي ومرزق وسبها ينشط التنظيمان المسلحان.
ولا تستبعد تلقي الجماعات النشطة في إفريقيا وليبيا دعما متزايدا من الممولين الأجانب، الذين وجهوا أموالهم في السابق إلى الشرق الأوسط.
في نفس الإطار،استقبل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج اليوم الثلاثاء في العاصمة طرابلس، قائد القيادة العسكرية الأميركية فى إفريقيا (أفروكوم)، الجنرال توماس والدهاوسير وسفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى ليبيا، بيتر بودي وعدد من كبار ضباط القيادة.
وأشاد الجنرال والدهاوسير بجهود حكومة الوفاق لتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب، مشيراً إلى متابعة ورصد قوات افريكوم لفلول تنظيم داعش واستهدافها عسكرياً بالتنسيق مع حكومة الوفاق في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
من جانب آخر،أعلنت السلطات المغربية يوم الخميس الماضي عن تفكيك خلية إرهابية في عدد من مدن البلاد كانوا يخططون لتنفيذ هجمات في المملكة.
وزارة الداخلية المغربية اًصدرت بيان أوضحت فيه أن أحد الموقوفين وهو معتقل سابق في إطار قانون مكافحة الإرهاب كان على صلة بفرع تنظيم داعش في ليبيا.
وأكدت وزارة الداخلية المغربية على أن الموقوفين أحيلوا إلى النيابة العامة المكلفة بمكافحة الإرهاب.
إثر هزائم التنظيم المتواصل إعتمد على الحرب الإلكترونية ،يشار إلى أن شبكة الإنترنت، تزخر بمناورات كر وفر، ما بين الجماعات المتطرفة مثل داعش ووحدات مكافحة الإرهاب التابعة للجيش.
حيث باتت تلك الجماعات تعتمد على الدعاية الإلكترونية وتستغل الهاشتاغات النشطة بمواقع التواصل الاجتماعي، مثل يوتيوب وتويتر و الفيسبوك لتنشر لقطات الفيديو، بهدف استقطاب وتجنيد مقاتلين أجانب جدد.
يُذكر أنّ تنظيم داعش استطاع توسيع حضوره على شبكة الإنترنت، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بات ينشر تدوينات ولقطات فيديو، تولّد الذّعر في قلوب الناس.
ويغتنم داعش وغيره من جماعات متطرفة، ذات منهجية حشد فرصة لتجنيد فعالية شبكة الإنترنت في الدعاية من المواقع المعروفة، ولكنها قد تمتد إلى مواقع أقلّ شهرة في حال حذف المواد من قبل مديري الصفحات.