غداة تعيين المبعوث الأممي غسان سلامة بداية العام ،2017 رحبت عديد الأطراف في الداخل الليبي بالخطوة آملة أن تكلل جهوده بالحل النهائي للأزمة السياسية الليبية التي طال أمدها، خاصة أنه  يُحسب له أنه ظل على تواصله الإقليمي والدولي مع بعض الأطراف التي تبدو مؤثرة في الضغط بشأن حلحلة الازمة الليبية، وتلك الأطراف تمثل جزءاً من مفاتيح الدفع في اتجاه ربط العلاقات بين من طال انقسامهم، ولم يلتقوا حول اتفاق الصخيرات.

لكن الآمال التي عقدت عليه في البداية تغيّرت في الفترة الأخيرة بظهور بوادر اهتزاز ثقة الرأي العام الليبي في نجاعة عمل المبعوث الأممي وإمكانية توصله إلى حل للأزمة حيث وصلت إلى حد الاتهام بالتراخي. من ذلك، طالب نشطاء سياسيون وحقوقيون ومحامون وأساتذة جامعيون وكتاب وبرلمانيون سابقون رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، غسان سلامة، بعدم تكرار نموذج  اتفاق الطائف الذي طبق على لبنان في ليبيا.

وفي بيان موقع من قبل 132 شخصية، موجه إلى سلامة، اطلعت العنوان على نسخة منه، قال الناشطون: "لا نشك أنك تابعت التطورات حول مشاركة ليبيا في قمة التنمية العربية والتي تمثلت في تهديدات رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وإهانة العلم الليبي من قبل منتمين لحركة أمل اللبنانية".

وأضاف البيان، "ونحن هنا لا نلومك بصفتك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، وإنما نذكرك بأنك كنت أحد مهندسي اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب اللبنانية منذ ثلاثون عاما عبر تحويل قادة الميلشيات المتناحرة في لبنان وقتها من أمراء حرب إلى اصحاب سلطة ومناصب سياسية في الدولة اللبنانية الهشة ومن ضمنهم نبيه بري".

من جانب آخر، انتقد ناشطون ليبيون بيان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الصادر، اليوم الأحد، بشأن إطلاق قواتنا المسلحة عملية عسكرية شاملة لتحرير الجنوب وتطهيره من الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية.

وعبّر الناشطون عن صدمتهم إزاء البيان، الذي نشرته البعثة عبر حسابيها بموقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر معتبرين أنه بيان مضاد لتطلعات أهل الجنوب والشعب الليبي في العيش بسلام بعيدا عن سيطرة الإرهابيين لبلادهم.

وقالت بعثة الأمم المتحدة إنها، "تعرب عن قلقها البالغ إزاء التقارير الواردة من الجنوب عن تحشيد قوات مسلحة، وفي ظل بيانات وبيانات مضادة مما ينذر بوقوع نزاع وشيك". ودعا الممثل الخاص للأمين العام، جميع الأطراف في الجنوب إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

ويرى مراقبون أن غسان سلامة أصبح منحاز لطرف سياسي بعينه ما أفقد الأمم المتحدة أحد أهم صفة وهي الحيادية وعدم دعم طرف على حساب آخر وإحقاق التوازن بين المنطقة الشرقية والغربية خلال إحاطته الأخيرة أمس الأول.

فتصريحات غسان سلامة في الآونة الأخيرة بدأت منفصلة تماما عن تطلعات الشعب الليبي الذي يتوق إلى الإستقرار حيث توضح هذا الشرخ العميق خاصة عند إشادته بالتعديلات الوزارية فى حكومة الوفاق  التى لم تحظى بثقة مجلس النواب ولم يؤدّ وزراؤها القسم القانوني أمام البرلمان فضلا عن تحذيره لقيادة الجيش خلال إحاطته الأخيرة بضرورة الالتزام بحقوق الإنسان والقانون الدولي وإلا سيواجهون عواقب ذلك حيث لم يشير المبعوث الأممى إلى ليبيا لمنجزات القوات المسلحة  فى فرض الأمن والاستقرار بالمنطقة الشرقية بعكس ما يجرى فى العاصمة طرابلس وعدم تطرقه لضرورة توحيد المؤسسة العسكرية الليبية كأولوية للبدء فى توحيد المؤسسات استعدادا لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية فى البلاد.