إذا ما أثبتت الوقائع أنّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كان أمراً مفيداً للملكة المتحدة، فإن إيطاليا، كواحدة من الدول الأوروبية "الأربع الكبار"، ستحذو، على الأرجح، حذو بريطانيا، وذلك وفق استطلاع لـ"يورونيوز".
وتشير بيانات الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة "ريدفيلد وويلتون ستراتيجيز" لصالح "يورونيوز"، إلى أنه من المرجح أن يؤيد نحو نصف الإيطاليين مغادرة بلادهم فضاء الاتحاد الأوروبي في حال تبيّن بعد خمس سنوات من مغادرة المملكة المتحدة للتكتّل أن أوضاع بريطانيا واقتصادها بخير.
أما فرنسا وإسبانيا، فإنهما، في حال صدّقت الوقائعُ الاحتمال المذكور، فيبدو أنهما سيؤيدان تغييراً معتدلاً للعلاقة التي تربطهما بالتكتّل، في حين أن ألمانيا سجّلت انخفاضاً كبيراً في مؤشر احتمال مغادرتها الاتحاد الأوروبي، مقارنة مع الدول الثلاث المذكورة.
وجاءت نتائج الاستطلاع المشار إليه بعد أسابيع قليلة من تأسيس حزب سياسي جديد في إيطاليا بزعامة عضو مجلس الشيوخ الإيطالي غيانلويغي باراغون، بهدف إخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي "إيطاليكست".
وكان الصحفي التلفزيوني باراغون البالغ من العمر 48 عاماً، أعلن عن حزبه في الثالث والعشرين من شهر يوليو المنصرم، بعد يومين فقط من حصول إيطاليا على نصيب كبير من حزمة مساعدات التعافي الاقتصادي للاتحاد الأوروبي بعد أزمة فيروس كورونا، وبلغت قيمة تلك الحزمة 750 مليار يورو.
الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "ريدفيلد وويلتون ستراتيجيز"، بين السابع عشر والثامن عشر من شهر يوليو المنصرم، شمل 6000 شخص في الدول الأربع المذكورة، بمعدل 1500 شخصاً من كل دولة.
ووفقاً للاستطلاع، فإن 45 بالمائة من الإيطاليين يؤيدون مغادرة الاتحاد الأوروبي في حال ما تبيّن لهم بعد خمس سنوات أن وضع بريطانيا أفضل حالاً عما كان عليه حينما كانت عضواً في التكتّل، في حين بلغت تلك النسبة في فرنسا 38 بالمائة، وفي إسبانيا 37 بالمائة، أما في ألمانيا فقد انخفضت النسبة لتسجّل 30 بالمائة فقط.
ويُعرب 45 في المائة من المستطلعة آراؤهم في إيطاليا عن أن أوضاع المملكة المتحدة ستشهد ازدهاراً بعد مغادرتها الاتحاد الأوروبي، في حين بلغت تلك النسبة في إيطاليا 43 في المائة، مقابل 35 في المائة في إسبانيا و31 في المائة فقط في ألمانيا، ودائماً حسب الاستطلاع المذكور.