في بداية الأحداث التي شهدتها ليبيا منذ منتصف شهر فبراير 2011، لم تكن مصر لاعبا مهما على الرغم من الدور الخارجي الذي كان المحرك الرئيس لما عاشته ليبيا من اضطرابات ومواجهات مسلحة، وقد يكون السبب في ذلك انشغال السلطات المصرية هي الأخرى بما يدور على أرضها بعد 25 يناير.

إلا أنه مؤخرا و مع وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لقصر عابدين و تظرا للوضع الإقليمي الذي سشهد تغيرات عميقة عاد الإهتمام المصري بالوضع الليبي و قد تدعم هذا التوجه إثر إعلان المشير خليفة حفتر إنطلاق عملية طرابلس.

حيث استقبلت مصر الشهر الماضي عبر مطار القاهرة الدولي، خمسة ليبيين على الأقل من المصابين في القتال الدائر في طرابلس، حسب ما أفادت وسائل إعلام مصرية.

ووصل ثلاثة مصابين بجروح خطيرة وبتر نتيجة طلق ناري، عبر طائرة إسعاف خاصة، للعلاج في إحدى مستشفيات مدينة السادس من أكتوبر التابعة لمحافظة الجيزة، ووصل اثنان آخران للعلاج في أحد مستشفيات مصر الجديدة (شمال شرق القاهرة) والقريبة من المطار.

وتراوحت أعمار المصابين الخمسة ما بين 24، و42 عاما، وأصيبوا بجروح خطيرة نتيجة إطلاق ناري في الأحداث الدائرة في ليبيا، حسب صحيفة "أخبار اليوم" الحكومية.

من جانب آخر،ترأس الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، اجتماع قمة الترويكا ولجنة ليبيا بالاتحاد الإفريقي، والتي هدفت إلى مناقشة آخر التطورات على الساحة الليبية وسبل احتواء الأزمة الحالية وإحياء العملية السياسية في البلاد والقضاء على الإرهاب.

وبحسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي، فقد أكد السيسي، خلال القمة، أن الدول الإفريقية هي الأقرب إلى الشعب الليبي، وبالتالي فهي الطرف الأكثر تضرراً من استمرار الفوضى، والأكثر حرصاً على استعادة الاستقرار في ليبيا، مشدداً على الأهمية القصوى للالتزام الكامل باستئناف الحل السياسي للأزمة في أقرب وقت ممكن، وضرورة القضاء على كافة أشكال الإرهاب والميليشيات المسلحة هناك لتهيئة المناخ لعقد الانتخابات واستعادة مقومات الشرعية، ومطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته تجاه وقف التدخلات الخارجية المتكررة في ليبيا.

كما عرض رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي رؤية المفوضية بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث أكد التزام الاتحاد بتعظيم انخراطه في معالجة ملف الأزمة الليبية بالاستعانة بالجهود والسواعد الإفريقية المخلصة، بهدف استعادة زخم الحل السياسي في البلاد.

وشهدت القمة مشاورات صريحة وجادة بين القادة والزعماء الأفارقة، واستعراض رؤاهم بشأن سبل التعامل مع الشأن الليبي.

كذلك أعربت الوفود المشاركة عن تقديرها البالغ لمبادرة السيسي باستضافة أعمال القمة لمناقشة الأوضاع في ليبيا، وتم التأكيد على أهمية استمرار الترويكا ولجنة ليبيا بالاتحاد الإفريقي في التشاور مع الأطراف الليبية والأمم المتحدة للعمل على احتواء الأزمة الحالية في البلاد واستئناف العملية السياسية والتوصل لوقف إطلاق نار.

ودعت القمة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته لوقف عمليات تهريب السلاح والمقاتلين الأجانب والتنظيمات المسلحة إلى البلاد، والتصدي لكافة أشكال التدخلات الخارجية التي تسعى لتحويل ليبيا لساحة صراع بالوكالة يستهدف استنزاف موارد الشعب الليبي.

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محادثات مع المشير خليفة حفتر، الذي  زار القاهرة في منتصف الشهر الماضي.

وأكد السيسي على دعم مصر لجهود "مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة لتحقيق الأمن والاستقرار للمواطن الليبي في كافة الأراضي الليبية".

وذكر بيان للرئاسة المصرية، أن القاهرة تدعم جهود مكافحة الإرهاب "بما يسمح بإرساء قواعد الدولة المدنية المستقرة ذات السيادة، والبدء في إعمار ليبيا والنهوض بها في مختلف المجالات".

يرى مراقبون أن حماس القاهرة لخيار حفتر مرده أم هذا الأخير  ساعد مصر  فى القضاء على -تنظيم الدولة الإسلامية- والإخوان الذين هددوا حدودها الغربية وذبحوا 21 مسيحياً فحفتر الوحيد الذى يستطيع الوقوف فى وجه توطين دواعش سوريا والعراق فى ليبيا ليكونوا خميرة عكننة ضد مصر وشوكة فى خاصرتنا.

من جانب آخر فإن التحرك المصري محكوم بدافع إقتصادي حيث  كان للشركات المصرية الكبرى دور فى إعمار العراق حيث يمكن أن يكون لها هذا الدور فى ليبيا فى ظل أوضاع اقتصادية سيئة.