أعلنت وزارة الداخلية التونسية، السبت، عن مقتل المهرب حسن الرّبيعي شهر حسن معيز في مدينة بنقردان على الحدود مع ليبيا. وقالت الوزارة في بيان لها:" أنّ الوحدة الوطنيّة للبحث في جرائم الإرهاب للمصالح المختصّة تمكّنت على إثر معلومات أمنيّة حول تواجد العنصر الإرهابي حسن الرّبيعي شهر حسن معيز -والمتورّط في قضايا حقّ عامّ (تجارة المخدرات) وقضايا تهريب وقضايا إرهابيّة على غرار تورّطه في أحداث متحف باردو الارهابيّة-من محاصرة منزله، غير أنّ العنصر الارهابي المذكور قام بإطلاق النّار على نفسه بواسطة مسدّس ناري، ممّا أدّى إلى وفاته.هذا، وقد تمّ حجز مسدّس وذخيرة ورمّانة يدويّة و3 سيارات منها سيّارة إسعاف بمنزله."

سقوط حسين معيز يعيد الى الواجهة قضية اختطاف القيادي في النظام السابق، ميلاد دامان، بداية العام 2012 والذي كان لاجئاً في تونس. حدث ذلك في شهر فبراير 2012 عندما قامت مجموعة ليبية باختطاف العميد ميلاد دامان تحت تأثير مادة مخدرة ليتم نقله في سيارة اسعاف بعد تكوين ملف طبي وهمي له لتسهيل عملية مروره عبر المعبر البري رأس جدير، وبالتعاون مع رموز في الحكومة التونسية، التي كانت تقودها حركة النهضة يومذاك. مصادر ليبية أكدت يومها أن مهرباً تونسياً كبيراً من مدينة بنقردان كان وراء تأمين العملية.

بيان الداخلية التونسية الذي أشار الى حجز سيارة اسعاف لدى حسين معيز يعطي مؤشرات كبيرة حول تورطه في العملية. ويعتبر ''ميلاد دامان ''من القيادات الأمنية البارزة في نظام العقيد الراحل معمر القذافي بعد عبد الله السنوسي وكان قد شغل خطة مدير أمن فرع طرابلس قبل سقوط النظام وشغل قبلها خطة مدير سجن أبو سليم ضائع الصيت وكانت قد ترددت أنباء في أغسطس 2011 عن اعتقاله من طرف ثوار المنطقة الغربية إلا انه عاود الظهور في تونس لاحقاً.

أما حسين معيز فيعتبر من كبار الناشطين في مجالات التهريب وتجارة السلاح والمخدرات في الجنوب التونسي. وتشير جريدة" أخر خبر التونسية" في تقرير لها الى أن معيز:" كان يدير شبكة واسعة لتهريب السلاح والإرهابيين وشبكات التسفير، وهو من أدخل سلاح عملية باردو إلى تونس وأيضا سلاح عملية سوسة الأخيرة، وهو أيضا من قام بإدخال منفّذي عملية باردو إلى تونس من ليبيا (ياسين العبيدي والخشناوي) وهو من تكفّل بتهريب ماهر القايدي أحد العناصر الرئيسية في عملية باردو بعد العملية. أمّا عن سيرة هذا المهرّب فتؤكّد مصادر “آخر خبر أونلان” أنّه كان يقضي عقوبة بالسجن سنة 2005 لتورّطه في جريمة قتل ولم تكن له أيّة علاقة بالتكفيريين، لكن تمّ استقطابه داخل السجن، وفي سنة 2011 هرب من السجن مع عدد آخر من التكفيريين. وانخرط معهم."