يأمل الليبيون في أن يعيد البرلمان الجديد المنتخب الأمن والهدوء إلى البلاد التي تشهد صراعات بين ميليشيات متطاحنة منذ الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

ويتزايد هذا الأمل مع إعلان رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين أنه سيسلم السلطة إلى البرلمان الجديد في الرابع من آب أغسطس المقبل، وهو البرلمان المنبثق عن الانتخابات التي جرت في الخامس والعشرين من يونيو/حزيران.

وتشير النتائج التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا يوم الاثنين (21 تموز/يوليو) إلى تقدم التيار الليبرالي على التيار الإسلامي إذ حصل الأول ممثلا في تحالف القوى الوطنية على خمسين مقعد، بينما لم يحصد الإسلاميون ممثلين في حزب العدالة والبناء سوى على 23 مقعدا.

وتوزعت باقي مقاعد البرلمان البالغ عددها 200 مقعد على التيارات المدنية ودعاة الفيدرالية والمستقلين. لكن لن يعرف حجم كل تيار إلا بعد تشكيل الكتل البرلمانية.

وسينتقل البرلمان الجديد من العاصمة طرابلس إلى مدينة بنغازي، وهو القرار الذي اتخذ غداة إجراء الانتخابات كنوع من دعم سلطة الدولة في شرق البلاد كما قال مسؤولون ليبيون.

يأتي هذا في ظل تواصل المواجهات في محيط مطار طرابلس بين ميلشيات إسلامية مدعومة من كتائب مصراتة وميلشيا  الزنتان التي كانت تسيطر في السابق على مطار طرابلس الدولي.

وكانت الحكومة الانتقالية الليبية قد دعت هذه الميلشيات المتصارعة إلى الاتفاق على هدنة إنسانية، لكن الطلب لم يلق آذانا صاغية.

وقتل أكثر من 50 شخصا وجرح مائتين وعشرون شخصا حسب إحصائيات نشرتها وزارة الصحة الليبية.

واعتبرت معركة مطار طرابلس الأعنف في ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الليبي معقر القذافي في آب/ أغسطس عام 2011.

ولا تبدو مدينة بنغازي في وضع أفضل من طرابلس، إذ مازالت المواجهات متواصلة بين قوات الجيش الوطني بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر والإسلاميين الموالين للمؤتمر الوطني العالم المنتهية ولايته، حسب تقرير لـ بي بي سي.

وتقول وسائل إعلام ليبية إن حصيلة الاشتباكات بين قوات الجيش الوطني والإسلاميين بلغت نحو 20 شخصا، بينهم أربعة جنود قتلوا في هجوم انتحاري مزدوج استهدف قاعدة للجيش الليبي في مدينة بنغازي، بينما قتل نحو 16 شخصا في اشتباكات بين قوات الجيش الوطني ومسلحي أنصار الشريعة وبعض المليشيات الإسلامية.