قد تكون الضرورة قد حتمت أن تتخلى تونس عن قنصليتها في طرابلس، بعد تواتر عمليات اختطاف مواطنيها ودبلوماسييها والضغط عليها من قبل الميليشيات الليبية. لكن الجميع يعلم أنها ستكون ضربة قاسية للدبلوماسية التونسية في إحدى أهم النقاط التي ينبغي أن تتواجد فيها، أي في الجارة الشرقية.

ففي ظرفية مماثلة في غاية الحساسية، تحتاج فيها تونس تواجدا ملموسا في ليبيا حيث أن الإرهاب بات يهدد حدودها الشرقية. كما ان لعبة دولية معقدة تدور على أرض ليبيا وستكون مؤثرة على كامل المنطقة، وليس من الممكن تسجيل الحضور من بعيد.

وكان وزير الخارجية التونسية الطيب البكوش قد أعلن هذا خبر أمس الجمعة لدى استقباله الدفعة الثانية والأخيرة من المفرج عنهم في مطارا العوينة العسكري. قراره قد يرضي شقا من التونسيين، ولكن مصالح تونس البعيدة تحتاج غلى معالجة أخرى.