أكد وزير الخارجية التونسي  منجي حامدي أن بلاده تقف على نفس المسافة من جميع الأطياف السياسية المتصارعة في ليبيا مبينا أن تونس تتابع المشهد الليبي بدقة بالغة و تدعم بكل جهودها الحل السياسي في هذا البلد مشددا على أن الدولة التونسية  ملتزمة بمبدأ الحياد التام تجاه الأزمة الليبية. وأضاف أن الوضع في ليبيا دقيق إلى أبعد الحدود وأن تونس معنية بالشأن الليبي ولكن في إطار احترام سيادة ليبيا حسب تعبيره.

وأضاف وزير الخارجية التونسي في اتصال مع  "بوابة افريقيا " اليوم الخميس 14 أغسطس 2014 أن دول الجوار ستجتمع بالعاصمة المصرية القاهرة  بتاريخ 25 من الشهر الجاري لتدارس الوضع في ليبيا بهدف إيجاد حل سياسي ينهي القتال المحتدم هناك. مفندا في الأثناء ما تروجه بعض الجهات حول إمكانية تدخل عسكري  لحلف الناتو وكذلك للجزائر ومصر بهدف  دك أوكار الجماعات الإرهابية  ملاحظا أن  الجزائر شأنها شأن تونس معنية بدورها  بضرورة  إيجاد حلول سياسية لإنهاء النزاع في القطر الليبي.

وعن وضع الجالية التونسية في ليبيا, قال منجي حامدي إن عدد من  التونسيين المقيمين في هذا البلد وهم 50 ألف رفضوا العودة إلى وطنهم رغم جميع الأخطار المحدقة بهم مضيفا أن السلطات التونسية دعتهم إلى العودة لكنها لن تفرض عليهم ذلك وهم  أحرار في اتخاذ قرار العودة من عدمه.  وأشار في ذات الصدد إلى أن الحكومة التونسية اتخذت جميع الإجراءات لتسهيل  وتأمين عودة الرعايا الأجانب من ليبيا إلى بلدانهم  عبر تونس ولكن في نفس الوقت الحكومة مطالبة بحماية حدودها وتشديد الرقابة الأمنية والعسكرية على معابرها مستطردا أنه رغم غلق مكتب السفارة التونسية بليبيا فإن تونس لم تغلق قنصليتها بطرابلس وبن غازي إضافة إلى فتحها لمكتب قنصلي بمعبر راس جدير جنوب البلاد على الحدود مع ليبيا  لتسهيل عودة الجالية التونسية وكذلك لتأمين عبور الرعايا الأجانب وفق كلامه.

وعن جديد الحركة الديبلوماسية أوضح وزير خارجية تونس منجي حامدي أن تعيين غازي جمعة شقيق رئيس الحكومة مهدي جمعة على رأس إحدى البعثات الديبلوماسية التونسية بالخارج ليس وليد الصدفة أو تكريسا لمبدأ الموالاة مبينا أن غازي جمعة ابن وزارة الخارجية وسبق وتقلد عديد المناصب الديبلوماسية بالبلدان الأجنبية على غرار نيويورك وغيرها. ولاحظ في ذات الصدد أنه سيتم الإعلان غدا الجمعة 15 أغسطس الجاري عن تعيينات الحركة الديبلوماسية ليكون آخر الشهر الجاري موعد تسلم السفراء والقناصل لمهامهم.

وبخصوص وجود خلافات بينه وبين الرئيس التونسي المؤقت محمد منصف المرزوقي حول بعض القضايا الوطنية والإقليمية مثلما أشارت إليه بعض الجهات أجاب منجي حامدي بقوله: "لاباس لاباس" وتابع أنه بطبعه لا يميل إلى الخلافات مؤكدا أن من سمات الديبلوماسي الهدوء والرصانة وعدم التسرع حسب ما جاء على لسانه.