أسدل الستار في العاصمة الموريتانية نواكشوط علي فعاليات المهرجان السوننكي في نسخته الثالثة بمشاركة العديد من عرقية السنونك في موريتانيا وفي القارة الافريقية .
الدكتور والأستاذ الجامعي والوزير السابق، المحجوب ولد بيه أشاد بمناسبة اختتام المهرجان بدور المجتمع السوننكي في ترسيخ الثقافة الإسلامية في موريتانيا، من خلال تاريخ هذه الأمة الذي يجسد أصالتهم وشجاعتهم ووطنيتهم ومقاومتهم البطولية للاستعمار دفاعا عن الدين والنفس والعرض والوطن.وعبر الدكتور ولد بيه في كلمة له أمام حضور المهرجان الدولي للسوننكي الذي أختتم أمس في نواكشوط، عن إعجابه باللغة السوننكي بوصفها إحدى لغات موريتانيا الوطنية وإحدى لغات الإسلام الكبرى في منطقتنا. وأوضح الدكتور إن السوننكة أمة مسلمة عريقة تميزت تاريخيا بقيم نبيلة كالاستقرار والشجاعة والعمل والمثابرة والصبر والأمانة والانضباط وهذا ما مكن لها في قلوب الناس.
وتطرق الدكتور في كلمته إلى المساهمات والأدوار التي لعبتها بعض الشخصيات ورموز المجتمع السنوننكي في صناعة أمجاد هذا المجتمع الأصيل مثل ممدو لمين أدرامي وما بعده وهي شخصيات كانت تطمح سياسيا وعقائديا إلى إحياء عهد المرابطين الذي كان جهدا مشتركا وجهادا ودولة لكافة أبناء المنطقة. كما كانت المقاومة السوننكية –يقول الدكتور ولد بيه- متأثرة بالتراث الفكري لدولة الأئمة وقادتها الكبار: الإمام سليمان بال والإمام عبد القادر كان.. وكذلك كانت متأثرة بجهاد الأمير محمد لحبيب في الوالو وبتراث الحاج عمر.
ولفت المحجوب ولد بيه إلى أن علماء سوننكة ومقاوميهم وأبطالهم التاريخين الذين نافحوا عن دينهم في هذه المنطقة من الكثرة بحيث لا يتأتى لباحث أن يحيط بعددهم، كاشفا النقاب عن وثيقة نادرة وجدها في الأرشيف الفرنسي يعود تاريخها إلى 1908 تتناول مواقف علماء السوننكة في كيدي ماغة من الاستعمار.حيث دونت هذه الوثيقة لوحدها 166 شيخا، محاظرهم موزعة على 14 قرية في غيديماقا.
وأشار الدكتور ولد بيه في مداخلته إلى إن موريتانيا تسكنها منذ القدم شعوب مازالت هي التي تسكنها حتي اليوم مهما تبدلت الأسماء أي السوننكه والفلان والولف والعرب. معتبرا أن كل قومية من هذه القوميات تجرى في عروقها دماء كل القوميات الأخرى وهذا ما شكل اللوحة الجميلة المتداخلة الألوان, العزيزة علينا جميعا، أي الجمهورية الإسلامية الموريتانية.للتذكير فإن الدكتور المحجوب ولد بيه وزير سابق، وسفير موريتانيا السابق في دول ومنظمات من بينها الأمم المتحدة واليونسكو، وليبيا.كما أنه مؤلف وباحث وقد نشر له مؤخرا كتاب حول المقاومة السوننكية للإستعمار الفرنسي في البلاد الموريتانية.