فقدت  الساحة الغنائية الجزائرية إحدى أشهر الفنانات في طابع الغناء الشعبي القبائلي بوفاة "وردة بوشملال" المعروفة في الوسط الفني ومنذ بدياتها سنوات الأربعينيات من القرن الماضي باسم "الشريفة". و توفيت الفنانة الجزائرية عن عمر ناهز 86 عاما بعد مرض عضال زادها الكسر الذي عانت منه السنة الماضية آلاما قبل مفارقة الحياة.

وتعد "الشريفة" (من مواليد 9 جانفي 1926) واحدة من الأصوات التي صدحت على أمواج الإذاعة الجزائرية بداية من سنة 1944 وقتما كانت الإذاعة تابعة للإستعمار الفرنسي وكونت فرقتها الشهيرة "الخالات" (كلمة امازيغية معناها النسوة) وهذا بعد مغادرتها لمسقط رأسها ب" بايلماين" في منطقة "أقبو" التي كانت تابعة إداريا لمحافظة بجاية شرق الجزائر وهي اليوم تابع لمحافظة برج بوعريريج القريبة منها والتي سيوارى ثراها فيه. وتقول الفنانة المرحومة إنها اكتشفت جمال صوتها وهي في الرابعة عشرة من عمرها وحينها قرر السفر إلى العاصمة للإلتحاق بالإذاعة وهو باب الفن الوحيد وقتها. وسجل لها التلفزيون فيما بعد بالأبيض والأسود مع فرقتها أغاني تكرر بثها على مدار أكثر من ست عشريات كاملة وحتى الآن وذلك في المناسبات الدينية والخاصة بمنطقة القبائل الأمازيغية وهي اللهجة التي تغني بها "الشريفة".

وأعاد الكثير من الفنانيين والفنانات الذي يغنون هذا الطابع عدة اغاني للفنانة شريفة بينهم المغني والملحن المغترب الموسيقار "إيدير" التي دخلت بعض أغانيه وألحانه العالمية، كما غنى ل"شريفة" فنانون شباب داخل الجزائر وخارجها بفرنسا تحديدا والتي كانت قد توجهت لها سنة 1993 بعدما عرفت الجزائر أزمتها الأمنية. وغنت عتيقة الغناء القبائلي في في "الأولومبيا" بفرنسا سنة 1993 و "الأوبيرا باستي" سنة 1994 وفي "زينيت "بباريس سنة 2006  حين احتشد الآلاف لمشاهدتها.

وقد أطلقت الفنانة قبل سنوات نداءا إلى مسؤولي الثقافة للبلاد لمساعدتها بعد تدهور حالتها الصحية وبعد التغييب الذي تعرضت له واستنكرته بشدة قبل أن تكرمها وزيرة الثقافة الجزائرية السنة الماضية في حفل خصص لها بمشاركة أعمدة الغناء والثقافة الأمازيغية بالجزائر. ومن أشهر أغانيها "" والتي الفتها أثناء رحلتها للعاصمة بالقطار لبداية مشوارها والتي لاقت شهرة كبيرة كونها تودع فيها مسقط رأسها وأحبتها. وتلتها بمجموعات غنائية تبقى شاهدة على عطائها في شكل بات ضمن الموروث الثقافي الامازيغي بالجزائر.