بعد أربعين يوما على الإفراج عنه رسميا في 9 يونيو، وبعد بضعة أشهر من السراح المراقب في الزنتان في غرب ليبيا، لا يزال مكان سيف الإسلام القذافي مجهولا.

خطابه الذي كان مقررا في عيد الفطر تأجل إلى موعد غير مسمى، والمعلومات عن المكان الذي يقيم فيه تبقى محل تكهنات. وينتظر سيف الإسلام يوما أفضل للظهور.

باعتباره حامل أسرار والده معمر القذافي، وهي أسرار تزعج كثيرين، لم يظهر سيف الإسلام، الخائف على سلامته، منذ الإفراج عنه رسميا. وهو ما غذى ويغذي التكهنات حول المكان الذي قد يكون فيه.

وأفادت معلومات أولا برحيل سيف إلى البيضاء في شرق ليبيا. وهي مدينة أخواله. غير أن معلومات أخرى تستبعد هذا الاحتمال، من منطلق أن سيف الإسلام لن يكون في أمان في البيضاء.

كما تمحورت تكهنات أخرى حول وجوده في الجنوب، مرجحة أن يكون سيف الإسلام في واحة أوباري بين الطوارق. ويعززون هذا التكهن بالقول إن مطار المدينة أعيد فتحه تقريبا خلال فترة إطلاق سراحه.

ويشوش أنصار سيف الإسلام على أثره من خلال بث أشرطة فيديو قديمة له ، تثير الانطباع بأن هذه الأشرطة هي الأحدث. هناك شريط فيديو يظهره بالضبط أوباري، ولكن تاريخه يعود إلى ما قبل عام 2011.

وعلى الرغم من الانقسامات التي تسود كتائب الزنتان، التي جزء منها مع المشير خليفة حفتر فيما الجزء الآخر مع الإسلاميين، يميل البعض إلى الاعتقاد بأن سيف الإسلام لا يزال في المدينة.

 منذ شهر، وفي مناسبتين، تم بث شريطي فيديو يظهران سيف الإسلام. والشريطان لا يحملان أي تاريخ، ولكن أعطيا انطباعا بأنهما حديثان. وقد تم نشرهما من قبل الآلاف من مستخدمي الإنترنت.

نحو عودة إلى السياسة ؟

كيفما كان الأمر، فإن سيف الإسلام يحاول الوجود. محاولتان لإطلاق قناة تلفزيونية، من قبل أصدقائه في القاهرة وتونس، فشلتا بعد تدخل السلطات في كلا البلدين.  وأخيرا، قناة "الليبية" ستنطلق من ليبيا، ولكن إلى اليوم، ما زلنا ننتظر الخطاب الذي سيرافق تدشينها.

وحتى محامو سيف الإسلام يجهلون مكانه. وقلة قليلة من الناس هم في الواقع على اتصال مباشر معه. ومع ذلك، يأمل سيف الإسلام في العودة إلى المشهد السياسي الليبي.

وهو يحتفظ بالفعل بعلاقات قوية مع القبائل في الجنوب والوسط، ولكن أيضا في الغرب. ويتمتع أيضا بشعبية كبيرة في ليبيا، وخاصة بعد فشل الثورة وسيطرة التيار الإسلامي على الدولة الليبية.

ويبدو أنه يريد إطلاق مبادرة سياسية. ويمكن أن يكون طرفا فعالا في الانتخابات العامة في العام المقبل على الرغم من أن عقبات هائلة تقف في طريقه حتى الآن.

 

* بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة