(نحن مع ليبيا .. أنت مع من ؟ ) يبدو أن هذه العبارة تحمل من الإزعاج ما يكفي لأن يكون جوابها رصاصات غادرة تستقر في جسد العشريني (توفيق بن سعود) وزميله (سامي الكوافي) ، رصاصات أرادت القول : لن نسمح لأحد أن يكون مع ليبيا ؟

عدد من الاعلاميين والناشطين والقانونيين والحقوقيين وصناع الرأي عبروا عن ادانتهم لهذه الجريمة رصدتها بوابة افريقيا الاخبارية فكانت البداية مع رئيس تحرير صحيفة ليبيا الجديدة الإعلامي (عماد العلام) : "أيها السفاح .. أيهما كان أحمر شريانه التاجي ام الأبهر .. وكيف قتلته وانت تكبر .. ياهند بنت ابي عتبه تيهي فقد خرج من نسلك من هو احقد .. واحقر"

أما المستشار القانوني (سمير أحمد الشارف) : " صدقت يا بني نحن مع ليبيا وقاتلك مع الشيطان ..نم قرير العين يا زهرة قطفتها يد جبان"

مراسل وكالة رويترز العالمية في ليبيا (فراس بوسلوم) فقد عبر عن صدمته عبر صفحته على الفيسبوك قائلا : " من لا يعرف توفيق بن سعود عن قرب، مستحيل ان يعلم مقدار الخسارة التي خسرتها ليبيا باغتياله... نعم ليبيا، اسألوا أصدقائه ورفقائه في العمل المدني، وأيضا السياسيين الذين التقى بهم توفيق، وستعرفون ما الذي اعنيه... خسارة ما بعدها خسارة، في رايي من الصعب جدا ان نمتلك شخصية وعقليه مثله"

الاعلامي الشاب (أحمد المختار) يرى أن " الفكر الاجرامي والانتقامي يقتل ما تبقى من امل فينا، يغدر الشباب وابناء الوطن بعد ان كانو يشنقون بالميادين "

المحامية (عزة المقهور) خصصت مقالا لرثاء الوطن في توفيق خلصت فيه إلى أن : " توفيق كان يتعلم.. كان حرا.. كان هدهدا رحال يحب مدينته.. كان يملك الآف الكلمات في حلقه.. كان يقول ويتكلم .. لم يؤذ احدا ... كان عقله مليء بالنور..والعلم والتوق للحرية.. اتقتلون الكلمة برصاصة؟ يا ويلكم "

الإعلامي (عز الدين عبد الكريم) فقد عبر عما وصفه بالصدمة الحزينة قائلا : " عصفت بي الأفكار ، ووجدت أن لا فائدة من وصف الجريمة بأكثر مما تم وصفه ، فحين يقدم أحدهم على زهق روحي هاذين الشابين ، إنما يعلن عن كومة من الحقائق ليس أقلها إعلان الهزيمة بمظهر قوة مزيف "

الدكتور هناء القلال وجدت في الفاجعة مناسبة للتذكر بأن فبراير ثورة تم سرقتها قائلة : " قامت الثورة ليعيش كل من هم مثل سامي وتوفيق حياة بكرامة وفي أمن وأمان ويحقوقون أحلامهم و تتاح لهم الفرص .. لا أن يموت سامي وتوفيق "

أما الكاتب الصحفي (فتحي بن عيسى) فقد أدان ما وصفه بسلبية الليبيين وأنها هي القاتل الحقيقي حيث كتب عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك : " لن أبكي توفيق بن سعود ولا سامي الكوافي .. فنحن جميعا من قتلهما .. وقتل فيهما وبهما جيل كامل ... ترى لو كان توفيق مصريا أو تونسيا .. ماذا كان سيحدث في التحرير وبورقيبة!! وأي ساعات ستمر عليهما ...توقفوا عن العويل والبكاء المزيف !!!" داعيا إلى عمل على الأرض بقوله : "حتى الليبيين المنعمين في تونس ومصر ومالطا بخلوا عليهما بوقفة احتجاجية أمام سفارات بلادهم أو أمام الأمم المتحدة .. اللي مات مات على روحه (المسماري أنموذجا) "

الروائي الليبي (أحمد الفقيه) يرى في اغتيال الشابين جرس نهاية مبادرات الحوار مع من سماهم الدواعش قائلا : " هذا الارهاب الاعمي يؤكد ان لا مجال للتعامل معه الا بأساليب التعامل مع الافاعي ذات الانياب الزرقاء، فكما انه لا حوار مع الافاعي ولا مفاهمة ولا جلوس على موائد المفاوضات، فهكذا هو الحال مع دواعش بنغازي الذين سبق ان اغتالوا الشهداء عبد السلام المسماري ومفتاح البوزيدى وسلوى بوقعيقيص وعبد الحميد الحصادي ومئات الناشطين السياسيين والضباط والقضاة والاعلاميين، ولابد ان تشملهم الان الحرب التي اعلنها المجتمع الدولي على الدواعش ، لتكون ليبيا على راس القائمة باعتبارها تمثل خطرا على العالم فهي تحتل موقعا استراتيجيا في وسطه ولها شاطيء يمتد على مسافة الفي كيلو ميتر مقابل الشاطيء الاوروبي ، ولا مجال لان يستاصل العالم هذا الورم الخبيث في الشام والعراق دون ان يثني على امتداداته في المغرب العربي وبالذات ليبيا لكي يفلح في انقاذ العالم من هذا الداء . وطبعا تبقى المهمة الاولى للشعب الليبي وقواته المسلحة التي نرجو ان تحظى بعناية القيادة السياسية المتمثلة في مجلس النواب والحكومة لاعطاء الاولوية لهذا الجيش لكي يعيد السلام والامن الى شوارع طرابلس وبنغازي ودرنه وغيرها من حواضر الوطن باذن الله، والا تبخل عليه بالميزانيات التي يتمكن به من امداد معسكراته بالعتاد والرجال وتكوين القوة الضاربة القادرة على مواجهة التحديات والمخاطر المتواجدة داخل الوطن والقادمة من خراجه والتي تنتهك حدوده "