1 - تقع مدينة سرت الإسلامية (55 كم شرق سرت الحالية) بالقرب من بلدة سلطان التي تقع للشرق منها  بمسافة 5 كم عند حافة خليج سرت، ومن ناحية أخرى  تبعد 600 متر عن البحر المتوسط الذي تطل عليه، ولهذه المدينة سور بيضوي يحيط بها ويطوق أكثر من 18 هكتارا.

2 - لم يعد يبرز من المدينة إلا بعض المعالم المتبقية أو التي كشف عنها مثل المسجد الكبير، وبقايا سور المدينة وأيضا بعض التلال المرتفعة قليلا عن سطح الأرض، والتي عرفت باسم الحصن الجنوبي الشرقي والحصن الجنوبي الغربي.

3 - وبحسب الدراسات التاريخية فقد أسس مدينة سرت الإسلامية عمر بن العاص بداية الفتح العربي لليبيا في عام 644 الذي قرر أن يضع حامية عسكرية قرب المدينة الرومانية القديمة التي تسمى اسكينا والتي بقاياها لا تزال بارزة للعيان وذلك للغرب من موقع سرت الإسلامية. 

4 -  تقول الدراسات أن المدينة لم تعرف التطور والازدهار إلا في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، وذلك في الوقت الذي أصبحت فيه محطة بين المشرق والمغرب وسوق أو منفذ ترتاده القوافل القادمة من جنوب الصحراء.

5 - تؤكد الدراسات أن مدينة سرت كانت محطة أساسية عندما فتح الفاطميون فتح مصر عام 969 م عن طريق تونس (افريقية) وجعلوها سرت نقطة ارتكاز عسكرية ومكان لتزويد جيشهم بالمؤن والماء.   

6 - أما عن سبب هجر الموقع فإن الفرضية الأكثر شيوعا  في تفسير ذلك هو تدميرها بواسطة قبيلة بني هلال العربية في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي حيث استفاد الهلاليين من إهمال الفاطميين لهذا الموقع العسكري بعد فتحهم لمصر، واستغلوا الصراع القائم بين الفاطميين والزيريين في تونس وسيطروا على سرت.

7 - استمر ذكر المدينة في كتب الجغرافيين ورحالة القرنين الثاني عشر والثالث عشر، وأيضا أشار إليها ليو الإفريقي (الحسن الوزان) في بداية القرن السادس عشر وذكر إنها كانت مدمرة، وهنا يجب إن نتحدث بيقين عن الانهيار البطيء والطويل زمنيا لمدينة سرت عوضا عن هجرها المفاجئ .

8 - تقول الدراسات الأثرية أن المدينة لم تهجر بشكل مفاجئ بعد احتلالها من قبل قبائل بني هلال في منتصف القرن الحادي عشر حيث استمر الاستيطان بها حتى القرن الرابع عشر . وهذا يدفع أيضا إلى التساؤل إذا كان العامل الرئيسي لهجر المدينة ليس بسبب المناخ . 

9 - مدينة سرت أحد المواقع الأثرية الإسلامية الرئيسة في ليبيا، وهي في الواقع أول موقع اثري إسلامي أجريت به حفريات في هذه البلاد منذ عام 1963 بواسطة مصلحة الآثار ونتج عنها رسم أول مخطط دقيق للموقع . 

10 - شهدت المدينة أعمال حفريات ميدانية قامت بها مصلحة الآثار بواسطة أ. عبدالحميد عبدالسيد ما بين 1963-1964، و د. محمد مصطفى ما بين 1965-1966 ثم حفريات جمعية الدراسات الليبية في لندن بالتعاون مع مصلحة الآثار باشرا ف د. قيزا فيهرافاري، و أ.مسعود شقلوف ما بين 1977-1981، وآخرها حفريات البعثة الفرنسية بها عام 2007 بإشراف د.جون ميشيل موتو.