في مثل هذا اليوم 11 مارس من العام 2019  تلقى رئيس حكومة الوفاق فايز السراج أوامر أمير قطر تميم تميم بن حمد آل ثاني بالإنقلاب على الإتفاق االحاصل مع القائد العام للجيش الوطني في أبوطبي 

وأكد السراج، بعد اللقاء ، على "الحل السياسي للأزمة الليبية، وأهمية التوافق الوطني".

كما شدد على "الثوابت التي تشمل مدنية الدولة وتوحيد المؤسسات السيادية وإجراء الانتخابات نهاية هذا العام وفقا لخطة المبعوث الاممي غسان سلامة"، الذي كان أنذاك  يسعى لعقد مؤتمر وطني جامع يمهد لتلك الانتخابات.

وعبر السراج عن تطلعه بأن "تساهم دولة قطر والدول الشقيقة والصديقة في توحيد جهودها والعمل على تحقيق هذا التوجه".

من جانبه، أعرب أمير قطر عن مساندة بلاده لخيارات الشعب الليبي، مجددا "موقف بلاده الثابت والداعم لوحدة ليبيا واستقرارها"، وفق وكالة الأنباء القطرية.

وكانت  زيارة السراج الثانية لمسؤول ليبي إلى قطر خلال  أسبوع واحد حيث زار رئيس المجلس الأعلى الليبي خالد عمار المشري الدوحة والتقى خلالها بالأمير تميم.

وفي 27 فبراير 2019 عقد السراج وحفتر إجتماعا في العاصمة الإماراتية ، وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا  أنهما  اتفقا على إنهاء المرحلة الانتقالية في ليبيا من خلال انتخابات عامة.

وما إن عاد السراج الى طرابلس بعد لقاء أبوظبي  حتي واجهته معارضة غير معلنة من أطياف سياسية ومسلحة في طرابلس للاتفاق 

وقال مصدر رفيع في طرابلس أنذاك ، إن السراج تلقى رفضا من ثلاثة فصائل مسلحة ومن قبل المجلس الأعلى للدولة لمشروعه التوافقي مع حفتر على إنهاء المرحلة الانتقالية وفق مصالحهما، لافتا إلى أن الأطراف الرافضة واقعة تحت ضغوط محلية وخارجية شديدة للقبول بالاتفاق.

وبشكل أكثر تفصيلا، قال المصدر إن “الاتفاق نص على تشكيل مجلس عسكري أعلى بثلاثة أعضاء، لكن المجلس الأعلى للدولة يطالب بأن يضاف له كرسي رابع يشغله أحد أعضاء المجلس الدولة، كما طالب بأن يشغل عضو آخر من مجلس الدولة أحد كراسي المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، إثر إعادة تشكيله بموجب الاتفاق بواقع ثلاثة أعضاء مع بقاء السراج رئيسا له”.

وأوضح أن “الاتفاق ينص على رئاسة حفتر للمجلس العسكري، وأن يتولى اختيار وزير الدفاع بالحكومة الجديدة واختيار أحد أعضاء المجلس الرئاسي، لكنه لا يزال يرفض وجود عضوية أي من قيادات التيار الإسلامي المتحكم في المجلس الأعلى للدولة”.

وعن المليشيات المسلحة في طرابلس، قال الدبلوماسي إن “صيغة جديدة لإعادة تدويرها موكلة لوزير الداخلية تمنح بعض القيادات حق السفر أو تولي مناصب بعيدة عن المشهد مقابل قبولهم بحل مليشياتهم، والحال أن بعض هؤلاء القادة أصبح غير راغب في البقاء في المشهد، وأن مطلبه الوحيد ضمان عدم تعرضه للمساءلة القانونية”.

وإتفق الطرفان على زن يتم السماح بدخول الجيش الوطني الى طرابلس سلميا ، لكن جماعة الإخوان رفضت ذلك رفضا باتا ، وأرسلت الى الدوحة خالد المشري الذي طلب من أمير قطر الضغط على السراج للتراجع عن الإتفاق ، وخلال ساعات وجه تميم دعوة عاجلة للإلتحاق بالدوحة حيث دعاه الى التخلي عن كل ما جاء في الإتفاق ، وهو ما أدى الي قرار القيادة العامة للقوات المسلحة بإطلاق عملية طوفان الكرامة لتحرير العاصمة .

وتعرضت حكومة السراج منذ ذلك الحين الى عزلة دولية وإقليمية بسبب تراجع رئيسها عن إلتزامه في إجتماع أبوظبي الذي كان برعاية أممية.