قتل 13 مدنياً على الأقل أمس الجمعة، 3 منهم في مدينة إدلب، جراء غارات نفذتها قوات النظام على شمال غرب سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتزامنت الغارات مع استمرار المعارك بين قوات النظام والفصائل المقاتلة على رأسها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) في المنطقة، لتتخطى حصيلة القتلى منذ ليل الأربعاء 120 قتيلاً على الأقل من الطرفين.
وتتعرض محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، تؤوي نحو 3 ملايين نسمة، لتصعيد في القصف منذ أكثر من شهرين، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي. وتمسك هيئة "تحرير الشام" بزمام الأمور إدارياً وعسكرياً في المنطقة، حيث تتواجد أيضاً فصائل متشددة ومقاتلة أقل نفوذاً.
وتسببت غارات نفذتها قوات النظام بمقتل 13 مدنياً على الأقل بينهم 3 أطفال، وإصابة أكثر من 45 آخرين بجروح، وفق المرصد. وقتل 3 مدنيين في أريحا و3 في غارات استهدفت مدينة إدلب التي بقيت منذ بدء التصعيد نهاية أبريل بمنأى من القصف إلى حد كبير.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، "هذه أول مرة تطال فيها الغارات وسط مدينة إدلب، بعدما اقتصرت سابقاً على أطرافها وحصدت قتيلاً واحداً الشهر الماضي".
وتعد مدينة إدلب معقل هيئة "تحرير الشام"، ومقر المؤسسات والإدارات المنبثقة عنها.
وقال مصور صحافي، إن القصف استهدف أبنية سكنية بالقرب من ساحة السبع بحرات، أكبر ساحات المدينة. وشاهد مسعفين من الدفاع المدني يعملون على نقل الضحايا.
في ريف حماة الشمالي الغربي، استعادت قوات النظام بدعم روسي بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، قرية الحماميات وتلة قربها، بعد شنها هجمات معاكسة ترافقت مع عمليات قصف جوي وبري كثيفة، وفق المرصد.
وأحصى المرصد منذ ليل الأربعاء مقتل 67 من قوات النظام والمجموعات الموالية لها، مقابل 56 من الفصائل بينهم 39 مقاتلاً متشدداً في المعارك المستمرة بين الطرفين.
وأدت قذائف أطلقتها الفصائل على بلدة كرناز الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في ريف حماة الشمالي الغربي، إلى إصابة 6 أطفال على الأقل بجروح وفق المرصد.
وكانت محافظة إدلب ومحيطها شهدت هدوءاً نسبياً بعد توقيع اتفاق روسي- تركي في سبتمبر 2018، نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين قوات النظام والفصائل، لم يُستكمل تنفيذه. إلا أن قوات النظام صعدت منذ فبراير قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقاً.
وشهدت محافظة إدلب خلال الأسابيع الأخيرة أشد المعارك منذ توقيع الاتفاق الروسي-التركي.
ومنذ بدء التصعيد نهاية أبريل، قتل أكثر من 580 مدنياً جراء الغارات السورية والروسية، فيما قتل 45 مدنياً في قصف للفصائل المقاتلة والمتشددة، وفق المرصد السوري.
ودفع التصعيد أكثر من 330 ألف شخص إلى النزوح من مناطقهم، وفق الأمم المتحدة التي أحصت تعرض أكثر من 25 مرفقاً طبياً للقصف الجوي منذ نهاية أبريل.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في بيان الخميس، بـ"شدة" الغارات التي "تستهدف مدنيين" وتطال "منشآت طبية وعاملين طبيين" رغم مشاركة إحداثياتها مع أطراف النزاع. وذكر بوجوب "حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنشآت الطبية".