وقعت الحكومة المغربية 16 اتفاقية شراكة مع جمهورية غينيا بيساو، تشمل عددا كبيرا من المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وتمتد إلى المجالات السياسية والاجتماعية، حسب صحيفة العرب.
وجرى توقيع الاتفاقيات من قبل عدد من وزراء ومسؤولي البلدين بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس جمهورية غينيا بيساو جوزي ماريو فاز، لتعطي بذلك زخما جديدا للشراكة الاقتصادية التي تربط البلدين.
وبدأ العاهل المغربي زيارته إلى غينيا بيساو يوم الخميس، بعد زيارة إلى السنغال، أسفرت عن توقيع 13 اتفاقية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وشملت الصناعة والجمارك والزراعة والسياحة والبيئة.
ومن المقرر أن تمتد الجولة إلى ساحل العاج والغابون، والتي تضم وفدا كبيرا من الوزراء المسؤولين ورجال الأعمال المغاربة. ويتوقع المراقبون أن تتمخض عن اتفاقات مماثلة مع حكومتي البلدين. وشملت الاتفاقيات التي تم توقيعها أمس في بيساو، اتفاقية لتفادي الازدواج الضريبي والوقاية من التهرب الضريبي، إضافة إلى اتفاقية أخرى لتشجيع الحماية المتبادلة للاستثمارات المتبادلة في البلدين.
كما جرى توقيع اتفاقية لتعزيز التعاون في مجال الصيد البحري وتربية الأسماك، وقعها وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش وكاتب الدولة الغيني في الصيد والاقتصاد البحري.
وتم خلال الزيارة إبرام اتفاقية ثلاثية الأطراف بين المغرب وغينيا بيساو ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) لتعزيز العــلاقات الاقتصادية في إطار التعاون جنوب – جنوب وخاصــة في المجال الــزراعي.
وأكد مراقبون أن جولة الملك محمد السادس ستعطي دفعة قوية لعلاقات المغرب مع دول أفريقيا، مثلما حصل في جولة قام بها في العام الماضي إلى مالي وساحل العاج وغينيا والغابون، وتمخضت عن إبرام 88 اتفاقية في مختلف المجالات الاقتصادية.
وتوقعوا أن تعزز دور المغرب في مشاريع الاستثمار والتنمية في القارة، بعد أن أصبح شريكا أساسيا لمعظم القوى الاقتصادية العالمية في مشاريع الاستثمار في أفريقيا.
وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار إن جولة العاهل المغربي تؤكد اهتمام الرباط بتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي في الدول الأفريقية، من خلال تقديم كافة أشكال الدعم لها.
وأوضح أن الزيارة الملكية الرسمية إلى غينيا بيساو، هي الأولى من نوعها، وأنها “تؤكد اهتمام الملك بهذه الدولة التي مرت بمراحل صعبة وهي بحاجة اليوم إلى المزيد من الدعم والاستقرار والحفاظ على مؤسسات الدولة”.
وشملت الاتفاقيات الموقعة التنسيق والتعاون في مجال الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، واتفاقية بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في المغرب وشركة الكهرباء والماء في غينيا بيساو.
وامتدت أيضا إلى توقيع اتفاقية شراكة لتطوير الطاقة الشمسية، إضافة لاتفاقات في مجال الأمن والحوكمة وتنسيق التشريعات الاقتصادية والمالية، وتسهيل حركة السفر بين سكان البلدين.
ويقول المحلل الاقتصادي محمد الناصري إن الرؤية المغربية تهدف إلى مساعدة شعوب المنطقة، وكسب القلوب وتعزيز الثقة في المستقبل من أجل إرساء نموذج للشراكة يعود بالنفع على أفريقيا.
وحظيت برامج التدريب وتنمية القدرات البشرية باهتمام خاص، حيث وقع البلدان اتفاقيات للتعاون في مجال التكوين المهني وتقديم منح للدراسة والتدريب في المغرب لفائدة الطلبة والكوادر الفنية في غينيا بيساو.
وتضمنت الاتفاقات الموقعة في بيساو، اتفاقية للتعاون التقني في مجال البنيات التحتية وأخرى في مجال الصحة، إضافة إلى اتفاقية للتعاون في مجال المعادن والمناجم واستغلال الثروات الطبيعية.
وينظر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين واليابان ودول الخليج العربي إلى المغرب كبوابة لا غنى عنها في استكشاف فرص الاستثمار الكبيرة في قارة أفريقيا. وأصبح المغرب في السنوات الأخيرة من أكبر المستثمرين في بلدان الساحل وغرب أفريقيا، كما تقوم مؤسساته المالية بدور أساسي في تمويل الاستثمارات في مشاريع التنمية في عدد كبير من بلدان القارة.
ويقول محللون إن التطور الكبير الذي حققه المركز المالي في الدار البيضاء، يعد حجر الزاوية في مشاريع التنمية الأفريقية، بعد أن أصبح بوابة مالية أساسية لتمويل المشاريع الصناعية والتجارية في قارة أفريقيا.
وأكد محمد الكتاني المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك، إن المغرب أصبح بفضل مؤسساته المالية المستثمر الأفريقي الأول في غرب أفريقيا.
ويقود المغرب الجهود العالمية لتعبئة الاستثمارات العالمية في قارة أفريقيا لتحقيق أهداف التنمية وخفض معدلات الفقر فيها، وهو يقوم بدور أساسي في برامج المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي في تعزيز التنمية المستدامة وتوفير الحماية الاجتماعية.
وتؤكد القوى الاقتصادية العالمية مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أن المغرب أصبح بوابة لا غنى عنها للمساعدة في البناء والتغيير والتنمية الاقتصادية في القارة الأفريقية، وهي تشجع الاستثمارات المشتركة مع المغرب ومن خلاله في أفريقيا.