أعلنت وزارة الصحة المصرية أن 18 شخصا قتلوا، أمس الأحد، وأصيب 82 آخرون في الذكرى الرابعة للثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. وقالت وزارة الداخلية إن أحد المجندين بين القتلى، وإن خمسة ضباط بين المصابين.

ونظمت أمس الاحتجاجات الأكثر دموية منذ انتخاب عبدالفتاح السيسي رئيسا في يونيو. وقابلت قوات الأمن التي ترتدي الزي الرسمي والزي المدني المحتجين بإطلاق النار، بحسب شهود عيان. واستمرت الاحتجاجات حتى ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين.

وقالت وزارة الصحة في بيان صدر الليلة الماضية، إن 15 من القتلى سقطوا في محافظات القاهرة والإسكندرية والجيزة، وإن المصابين سقطوا في المحافظات الثلاث، إضافة إلى محافظات كفر الشيخ والمنيا والمنوفية. وأضافت أن 19 من رجال الأمن بين المصابين.

وذكر البيان أن شخصين قتلا في انفجار قنبلة حاولا زرعها أسفل برج يحمل خطوط الضغط العالي في محافظة البحيرة، وإن شخصا قتل في انفجار قنبلة حاول زرعها قرب منشأة أمنية في مدينة دمياط الساحلية.

وقالت المصادر الأمنية إن خمسة مجندين أصيبوا -أحدهم في حالة خطيرة- عندما فتح مسلحون يستقلون سيارة النار على نقطة أمنية في مدينة الجيزة.

وصرح محافظ الجيزة، علي عبدالرحمن، بأن متظاهرين أشعلوا النار في جزء من مبنى حي الهرم، مضيفا أن المتظاهرين ينتمون إلى جماعة الإخوان.

وقتل عشرات المحتجين في ذكرى الثورة العام الماضي. واتخذت قوات الأمن تدابير مشددة، وانتشرت في أنحاء العاصمة ومناطق أخرى.
وسقط أغلب القتلى، أمس الأحد، في حي المطرية بشمال شرق القاهرة وهو معقل لجماعة الإخوان. وقال شاهد إن القوات الخاصة أطلقت نيران المسدسات والبنادق على المحتجين.

وبحسب وزارة الصحة، قتل ثمانية مدنيين ومجند في المطرية. وأفادت وزارة الداخلية بأن ثلاثة من ضباطها أصيبوا بالرصاص هناك.

ورشق المحتجون في الحي المطرية بالقاهرة قوات الأمن بالزجاجات الحارقة، ما أدى لاشتعال حرائق.

وأغلقت قوات الأمن المركزي مدعومة بجنود في مركبات مدرعة الطرق الرئيسية في القاهرة، بما في ذلك الطرق المؤدية لميدان التحرير مهد ثورة 2011.

وفي وسط المدينة، اشتبكت قوات مكافحة الشغب التي ترتدي الزي المدني مع محتجين في الشوارع.

وفي أحد الحوادث، استهدفت عبوة ناسفة تمركزا لقوات الشرطة خارج ناد رياضي في منطقة الألف مسكن بالقاهرة، ما أسفر عن إصابة ضابطين بقوات الأمن المركزي، بحسب وزارة الداخلية.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء هاني عبداللطيف، قوله إن الشرطة ألقت القبض على نحو 150 ممن وصفهم بمثيري الشغب، لكن مصادر أمنية تقول إن عدد من ألقي القبض عليهم أكبر من ذلك بكثير.

وظهرت مؤشرات على عدم الرضا قبل الذكرى الرابعة للثورة، وبعد مقتل الناشطة شيماء الصباغ التي تنتمي لحزب اشتراكي برصاص في وسط القاهرة مساء السبت خلال تظاهرة.

ووفقا للعربية نت فقد شارك نحو ألف شخص في تشييع الناشطة الاشتراكية أمس الأحد في مدينة الإسكندرية الساحلية، مرددين هتافات ضد الجيش والشرطة، بحسب شاهد عيان.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، إن شيماء الصباغ أصيبت بطلقي خرطوش في الوجه والظهر.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية أن تحقيقا يجري في الواقعة، مضيفا "لا أحد فوق القانون".

وقال مدحت الزاهد، نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي الذي تنتمي له القتيلة في مؤتمر صحافي أمس الأحد، إن "شيماء قتلت بدم بارد."

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن النيابة العامة أمرت بإخلاء سبيل 11 من أعضاء الحزب بضمان محال إقامتهم على ذمة التحقيق معهم بتهمة تنظيم مظاهرة دون إخطار مسبق للسلطات.

وأعلنت الحكومة، أمس، مد حالة الطوارئ في مناطق بشمال سيناء، حيث قتلت هجمات متشددين يتمركزون في المنطقة مئات من رجال الجيش والشرطة منذ عزل مرسي. وأعلن المتشددون مبايعتهم لتنظيم داعش الذي يسيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا.

وبعد أربع سنوات من الاضطرابات السياسية والاقتصادية عقب الإطاحة بمبارك، غض كثير من المصريين الطرف عن المزاعم بانتشار انتهاكات حقوق الإنسان، وأشادوا بالسيسي لنجاحه في استعادة قدر من الاستقرار.

واتخذ السيسي الذي كان قائدا للمخابرات الحربية في عهد مبارك، إجراءات جريئة لإصلاح الاقتصاد، مثل خفض دعم الوقود، لكن منتقديه يتهمونه بإعادة الحكم الاستبدادي وإجهاض الحريات التي كسبها المصريون من الثورة التي أنهت 30 عاما من حكم القبضة الحديدية في عهد مبارك.

وأثنى الرئيس المصري في كلمة تلفزيونية مساء السبت على الرغبة التي أبداها المصريون في التغيير قبل أربع سنوات، لكنه قال إن الصبر مطلوب لتحقيق كل "أهداف الثورة".

وحرض رجل الدين يوسف القرضاوي، المولود في مصر والمقيم في قطر، المصريين على الخروج في احتجاجات في ذكرى الثورة.

وساهم دعم القرضاوي الصريح لجماعة الإخوان في تعميق خلاف دبلوماسي لا سابق له بين قطر من جهة وجيرانها الخليجيين ومصر من جهة أخرى.