في مثل هذا اليوم 2 مارس من العام 1977، تم الإعلان عن قيام سلطة الشعب في ليبيا إنطلاقا من الفكر الجماهيري الذي أسس له معمر القذافي في الكتاب الأخضر. 

و أصبح الاسم الرسمي للدولة الليبية، هو الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية . أضيفت إليها العظمى بعد الغارة الأمريكية في 14 أبريل 1986 م، باعتبار ليبيا قد تحدت دول عظمى. ويعد مصطلح الجماهيرية من أفكار معمر القذافي التي طرحها في الكتاب الأخضر. 

تم إعلان قيام سلطة الشعب وحل الجمهورية الليبية في 2 مارس سنة 1977. وقد قام القذافي بتأليف الكتاب الأخضر الذي أصبح بمثابة الدستور للجماهيرية.، والذي يتكون من من ثلاثة فصول:

الفصل الأول: الركن السياسي ويتناول فيه مشاكل السياسة والسلطة في المجتمع.

الفصل الثاني :الركن الاقتصادي فيه حلول المشاكل الاقتصادية التاريخية بين العامل ورب العمل.

الفصل الثالث :الركن الاجتماعي وفيه طروحات عن الأسرة والأم والطفل والمرأة والثقافة والفنون.

تعتمد سلطة الشعب على الديمقراطية المباشرة ، والوحدة الأساسية في نظام الحكم الجماهيري هي المؤتمرات الشعبية الأساسية، حيث يوجد مؤتمر في كل حي سكني أو قرية يضم كل المواطنين البالغين سن 18 من الذكور والإناث يلتقون في تجمع يسمى كومونة حيث يقسم كل الشعب الليبي على 30 ألف كومونة تضم كل كومونة عدد 100 شخص من الرجال والنساء المقيمين في نفس الحي.المؤتمرات الشعبية الأساسية تنعقد ثلاث مرات في السنة. الاجتماع الأول يخصص عادة لجدول الأعمال المفصل للاجتماعين التاليين. في الاجتماع الثاني يناقش المؤتمر الشعبي الأساسي يقرر بخصوص المواضيع المتعلقة بجدول الأعمال المحلي الداخلي بينما الثالث يختص بكلا المجالين المحلي والدولي.يكون لكل مؤتمر شعبي أساسي لجنة شعبية (مجلس وزراء محلي) يقوم بتنفيذ قرارات المؤتمر على مستوى الحي، خلال المؤتمر الشعبي الأساسي يتم نقاش المواضيع بالجدول بالجلسة الأولى ويقوم الأعضاء بتحرير القرارات والتصويت عليها،التصويت يتم علناً سواء عن طريق رفع الأيدي أو مباشرة بالصوت. يُسير جلسات المؤتمر أمانة يتم اختيارها من قبل الحاضرين وتقوم هذه الأمانة بصياغة القرارات كما تشارك الأمانة في جلسات مؤتمر الشعب العام، ومجموع أمانات المؤتمرات واللجان الشعبية والروابط النقابات والاتحادات المهنية تكون مؤتمر الشعب العام. مؤتمر الشعب العام يقوم باختيار أمانة لتترأس الجلسات وتوقع على القوانين بأمر من المؤتمر وتستلم أوراق اعتماد ممثلي الدول الأجنبية،تتكون من خمسة أعضاء ويختار المؤتمر الأمانة العامة: وتشمل أمين عام وأمين لشؤون المرأة، وأمين لشؤون المؤتمرات الشعبية وأمين لشؤون النقابات والاتحادات المهنية والروابط الحرفية، وأمين للشؤون الخارجية. كما يختار السلطة التنفيذية (اللجنة الشعبية العامة).







وقد عرف القذافي الجماهيرية:

«على أنها النظام الذي يحكم فيه الناس انفسهم؛ دون وصاية، عن طريق المؤتمرات الشعبية الأساسية؛ أي على المستوى الأساسي للمكان سواء كانت المدينة أو القرية أو الحي السكني (الكومونة الجماهيرية). ويقسم الناس في كل منطقة إلى مؤتمرات شعبية أساسية (تختار أمانتها لتسير المؤتمر الشعبي ولجنتها الشعبية لتنفيذ ما يصدره المؤتمر من قرارات)، وتجتمع المؤتمرات الشعبية سنويا في دورة لوضع جدول الأعمال ودورة لمناقشته ودورة لمناقشة القضايا المحلية في إطار المؤتمر الشعبي الأساسي.»

والنظام الجماهيري هو نظام تتحول فيه أداة الحكم من فرد أو طائفة أو قبيلة أو حزب إلى أداة شعبية يكون الشعب فيها هو الحكم بمعنى إلغاء . أداة الحكم وجعل القرار ممارسة يومية لكل أفراد الشعب بدون استثناء وهو أسلوب جديد لم يعرفه أحد من قبل

تحول الفكر الجماهيري الى عقيدة فكرية ذات تآثير بالغ في أنصاره في الداخل والخارج ، وتكونت حركات سياسية في عدد من دول العالم تتبنى فكر الديمقراطية المباشرة ، وفي العام 2011 كان للقوى الكبرى قرارها بالإطاحة بالقذافي من الحكم، لكن قبل ذلك لابد من الإطاحة بعقيدته التي أصبحت عقيدة الدولة، لذلك تم التدخل العسكري لإسقاط منظومة الحكم ومؤسسات الدولة معا وتم تجيش قوى الإسلام السياسي بهدف خلق منظومة عقائدية بديلة.