أظهر تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لسنة 2014، ارتفاعا مذهلا في عدد الجزائريين طالبي اللجوء إلى أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا.

ورغم أن السوريين يحتلون المرتبة الأولى عالمياً في عدد طلبات اللجوء، يليهم العراقيون والأفغان والإريتريون والصرب، إلا أن ارتفاع عدد الجزائريين من طالبي اللجوء يبقى مثيراً للتساؤل.

ويكشف التقرير الصادر في جنيف، تحت عنوان "توجهات اللجوء في النصف الأول من 2014"، عن هذه المستويات المرتفعة. فقد بلغ عدد طلبات اللجوء بالنسبة للجزائريين 18 ألفاً و573 طلباً، بين 2012 ونهاية يونيو/تموز 2014. فيما وصل المجموع الكامل للطلبات إلى 330 ألفاً و700 طلب، أرسلت إلى كثير من الدول الصناعية، وأهمها فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وإيطاليا في أوروبا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

وتشير الأرقام إلى أنّ الجزائريين ما زالوا يطلبون اللجوء في دول صناعية. وقد عرف العدد عام 2013 ارتفاعا ملموساً مقارنة بـ 2012. ويعتبر، في الوقت نفسه، مؤشراً على وضع غير طبيعي تشهده البلاد. فالجزائر من الدول التي تعيش وضعاً مستقراً أمنياً ومالياً. ومع ذلك فإنّها تعيش عدم استقرار اجتماعي وإحباطاً، لدى شريحة واسعة من الشباب على وجه الخصوص.

واستنادا إلى هذه الإحصاءات، فإنّ الجزائريين يحلّون في المرتبة الثانية من حيث طالبي اللجوء إلى إيرلندا وكرواتيا. وفي المرتبة الثالثة في بلغاريا. وفي المرتبة الرابعة في إستونيا وإسبانيا. وفي المرتبة الثامنة في لوكسمبورغ، والبوسنة والهرسك. وفي المرتبة التاسعة في الجبل الأسود. فيما غاب الجزائريون عن القائمة في العديد من الدول التي كانت تشهد تقليديا طلبات لجوء من قبلهم خلال تسعينيات القرن الماضي، وبداية الألفية الثالثة.

في السياق نفسه، أظهرت آخر نشرة دورية، لمعهد الإحصاء الأوروبي "أوروستات"، الأسبوع الماضي، أنّ عدد الجزائريين الذين طلبوا اللجوء السياسي في دول القارة الأوروبية، بلغ عام 2013 أكثر من 7 آلاف شخص. وكانت الحصة الأكبر من طلبات اللجوء الجزائرية لفرنسا بـ 1510 طلبات، وألمانيا بـ 1150، والمجر بـ 1115، والنمسا بـ 945 طلباً.
ومع ذلك، فإنّ من المستغرب، في هذا الإطار، أن يقدّم الجزائريون طلبات لجوء إلى دول مصنفة فقيرة في أوروبا، مثل بلغاريا. فقد قدّم الجزائريون إلى الدولة الحديثة العضوية في الاتحاد الأوروبي، 435 طلباً.