في مثل هذا اليوم 20 مارس من العام 1965، استقال رئيس الوزراء  في المملكة الليبية محمود المنتصر، لأسباب صحية ليعينه الملك إدريس السنوسي، بعد ذلك، رئيسا للديوان الملكي، وهو المنصب الذي بقي فيه حتى الفاتح من سبتمبر 1969.

ولد محمود المنتصر في 8 أغسطس 1903، بمدينة العجيلات، حيث كان والده قائم مقام هناك ، وهو ينتمي  لعائلة المنتصر، التي يعود نسبها  إلى قبيلة الكوافي بمصراتة  واسمه الكامل محمود بك بن أحمد ضياء الدين بك بن عمر باشا بن أحمد باشا بن الشيخ أبو القاسم بن الشيخ أبو بكر بن منتصر الكافي المصراتي، وما زالت عائلة المنتصر تقيم بها حتى الآن وقد استقر والده أحمد ضياء الدين بك بمحلة ميزران بمدينة طرابلس.تلقي تعليمه الابتدائي بمدارس طرابلس ثم التحق بجامعة روما ،وابتدأ حياته العملية بتولي رئاسة مجلس إدارة الأوقاف الإسلامية من سنة 1936 إلى 1949.في سنة 1936 عين رئيساً لمجلس إدارة المدرسة الإسلامية العليا بطرابلس ،كما كان عضواً مؤسساً في هيئة تحرير ليبيا سنة 1947.عين سنة 1950 نائباً لرئيس مجلس الإدارة العسكرية البريطانية.

وهو  والد السياسي الليبي عمر محمود المنتصر، وجد لاعب كرة القدم الليبي جهاد المنتصر.في 25 نوفمبر 1950 عقدت "الجمعية الوطنية التأسيسية" الهادفة لوضع دستور ليبي، وكان محمود المنتصر أحد المندوبين عن ولاية طرابلس، وفي مارس 1951، كلف المنتصر بتشكيل حكومة (ولاية) طرابلس، ولم ينتهي الشهر حتى كلّف المنتصر بتشكيل الحكومة الاتحادية المؤقتة للدولة الليبية.

في 24 ديسمبر 1951، أعلن الملك إدريس السنوسي استقلال ليبيا تحت اسم المملكة الليبية المتحدة، وكلف المنتصر بتشكيل أول حكومة للدولة الوليدة.

من أهم المشكلات التي واجهت المنتصر في بداية عهده هي مشكلة القواعد الأجنبية في ليبيا، ولكي يحسن موقفه التفاوضي قرر طلب المساعدة من مصر في عهد الملك فاروق، إلا أن الحكومة المصرية فرضت شروطاً صعبة منها أن تكون قيمة المساعدة مليون جنيه فقط، والتنازل عن واحة الجغبوب لصالح مصر، وأن يكون المصريون هم المشرفون على إنفاق هذه المساعدة، في حين عرض البريطانيون 2.75 مليون جنيه إسترليني مقابل بقاء قواعدهم في ليبيا، وبالطبع قبل المنتصر العرض البريطاني.

ومن أكثر تصرفات المنتصر المثيرة للجدل في عهده هي الإجراءات الصارمة التي اتخذتها حكومته ضد الأحزاب السياسية في ليبيا، كما قامت حكومته بترحيل الزعيم الوطني الليبي بشير السعداوي إلى خارج ليبيا في 22 فبراير 1952.

في شهر مارس 1953 مثل الملك إدريس في تتويج الملك فيصل الثاني ملك العراق.

في شهر يونيو 1953 مثل الملك إدريس في تتويج ملكة بريطانيا.

استقال محمود المنتصر من رئاسة الوزارة في 15 فبراير عام 1954.

بعد ذلك عين المنتصر سفيراً لليبيا في لندن من سنة 1954 إلى سنة 1957.

في سنة 1955 ترأس الوفد الليبي لمؤتمر باندونج.

سنة 1957 عين مستشاراً خاصاً لملك.

من سنة 1957 إلى 1960 سفير ليبيا لدى إيطاليا ووزير مفوض باليونان ويوغسلافيا.

في سبتمبر 1964 شارك في القمة العربية التي عقدت بالإسكندرية وترأس الوفد الليبي الملك إدريس.

زار تونس والجزائر والمغرب في مهام رسمية

في يناير 1964 استدعي المنتصر لكي يشكل حكومة جديدة خلفاً لمحي الدين فكيني، ولم يمضي وقت طويل حتى كان عليه أن يواجه أول مشكلة كبيرة، ففي 22 فبراير 1964 ألقى الرئيس المصري جمال عبد الناصر خطاباً قال فيه أن القواعد [العسكرية الأجنبية] الموجودة في ليبيا هي .خطر على الأمة العربية كلها، وأدى هذا الخطاب الذي صاحبه دعاية مصرية مضادة لليبيا في الإذاعات المصرية إلى تأجيج غضب جماهير الشعب الليبي على حكومته، ولكي يهدأ المنتصر من غضب الشعب، كلف وزير خارجيته حسين مازق ببدء مفاوضات الجلاء مع بريطانيا والولايات المتحدة. لكن الرئيس عبد الناصر قام على نحو مفاجئ  بتحمّيل الوزير مازق (أثناء حضوره لقمة عربية في القاهرة تلك السنة) رسالة أخوية إلى الملك إدريس أن لا يستعجل في إخراج القوات الأمريكية من ليبيا، مما عنى عملياً إيقاف مفاوضات الجلاء.

استقال الوزير المنتصر في مارس 1965.

بعد استقالته من الوزارة عين المنتصر رئيساً للديوان الملكي من سنة 1965 إلى سنة 1969.

بعد نهاية الملكية في سبتمبر 1969، تم القبض على المنتصر وبقى في السجن حتى وفاته في سبتمبر عام 1970،