في مثل هذا اليوم 20 مارس من العام 2011 قال الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، إن الشعب الليبي لن يفرط في ثورة الفاتح، ولن يترك لأمريكا وغيرها التمتع بثروات ليبيا النفطية، مشيرا إلى أنه فتح مخازن السلاح في ليبيا للشعب كي يتصدى للغزو الصليبي الذي تتعرض له المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الجيش الليبي.

وأضاف القذافي في الكلمة التي ألقاها عبر التلفزيون الليبي الرسمي، بعد انطلاق العدوان:" أن هزيمة التحالف الغربي أمر محتوم، وأن نهاية التحالف ستكون كنهاية هتلر و موسوليني، واصفا هجمات القوات الدولية بأنها أعمال إرهابية.

وتابع القذافي : "نحن نعدّ نفسنا لحرب طويلة ومجيدة على أرض ليبيا الشاسعة.. هذه حرب صليبية جديدة لمحو الاسلام.. ولكن التحالف سيسقط ، لن نتراجع أبدا وسنبقى أحياء وأنتم ستموتون.. بنغازي لن تسمح لراية أمريكا أن ترفف فوقها". 

وأكمل "ليبيا تتعرض لعدوان ليس له مبرر وسنقاتل على ارضنا ولن نتركها ، حتى لو انتهى الرجال ستخرج النساء لمواجهة الحلف المسيحي"، وقال ان الدول الصليبية منحته الفرصة ليكون على رأس ثورة شعبية عالمية وهو قائدها، حسب تعبيره. 

ووصف القذافي الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي يشن هجمات على ليبيا بأنهم ظالمون معتدون وحوش ومجرمون وقال: "لن يستطيعوا إخضاع الشعوب بجيوشهم النظامية.. الشعب الليبي فُتحت له المخازن وكل الليبيين والليبيات يحملون السلاح اليوم، ولقد أصبحت هذه الأرض جمراً لن تستطيع أقدامكم أن تطأها، وسنقاتلكم اذا استمررتم في العدوان علينا، فنحن مظلومون والمظلوم سينتصر".

وتابع القذافي مخاطبًا التحالف الدولي: "برهنتم أمام العالم أنكم برابرة أنكم إرهابيون ووحوش تعتدون على شعب آمن لم يخرج من حدوده، فما مبرر هذا العدوان غير أنه حرب صليبية جديدة لمحو الاسلام..  الاسلام لن يمحى، ونحن اليوم نرفع راية الشعوب المكافحة في سبيل الحرية والسلام، وحتى في أوروبا فإن الشعوب معنا، وحكامهم سيسقطون عن عروشهم، كما سقط هتلر ونابوليون وموسوليني".

وأضاف القذافي: "نحن معنا الله، وأنتم معكم الشيطان، وحزب الشيطان سيهزم، فمن أنتم يا متخلّفون يا برابرة؟ نحن أقوى منكم وسنقاتل فوق ارضنا شبراً شبراً، ونحررها شبراً شبراً، فأنتم واهمون بأن شعب بنغازي سينتفض معكم، فهو لن يسمحوا للخونة ان يأتوا بأعلام أميركا وبريطانيا وفرنسا حتى يعتدوا على شرفنا وحرماتنا ولن يتمكنوا من التمتع بثرواتنا ونفطنا، في بنغازي حتى ولو خاف الرجال ستخرج النساء، وكل الليبيين والليبيات على استعداد اليوم للاستشهاد، ونحن سننتصر وأنتم ستموتون، وكل الشعوب معنا وستصفق لنا عندما نواجهكم، وكل من يتعاون مع الحلف الصليبي سيقضى عليه".

وأضاف: "هذه حرب صليبيَّة جديدة لمحو الإسلام، ولكن التحالف سيسقط، والشعب وراء قيادة واحدة وثورة الفاتح من سبتمبر"، جازمًا بتحقيقه النصر على "حزب الشيطان"، الذي تكهَّن بوقوع هزيمة نكراء ضدهم.

وهدَّد القذافي قوات التحالف بحرب استنزاف طويلة الأَمَد، وأن النصر فيها سيكون لمن يقاتل على الأرض، قائلًا: هذه الأرض ستصبح جمرًا لا يُطاق، ولن تستطيع أقدامكم أن تطأ هذه الأرض... أنتم نفسكم قصير ونحن نفسنا طويل.. من يجبن النزول على الأرض مهزوم حتمًا".

وقبل ذلك بيوم ،بدأت العمليَّة العسكريَّة الأطلسية مع تحليق طائرات رافال وميراج 2000 فوق الأراضي الليبيَّة وتم تدمير عدة دبابات تابعة للقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي.

ومساءً نفَّذت القوات البريطانيَّة أولى الغارات الجويَّة، في حين أطلقت صواريخ توماهوك من السفن والغواصات الأمريكيَّة قبالة السواحل الليبيَّة.

وأطلقت العملية الدوليَّة في إطار القرار رقم 1973 الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي يجيز استخدام القوَّة لحماية المدنيين في ليبيا.