قالت منظمات أممية إن اندلاع القتال المفاجئ في إقليم دارفور السوداني، أدى إلى ضياع عام دراسي كامل، لعشرات الآلاف من الأطفال في التعليم الأساسي، من أبناء النازحين البالغ عددهم 120 ألفا.

ويواجه الأطفال في مرحلة الدراسة الابتدائية في السودان أخطارا مزدوجة بسبب استمرار النزاعات والحروب، مما أدى لنزوح عائلاتهم، وجعلهم يعيشون في حالة «فرار مستمرة»، لا سيما في الفترة التي تسبق بداية امتحانات الصف الثامن ونهاية المرحلة الابتدائية، التي تبدأ عادة في مارس (آذار) من كل عام، ويكتمل تصحيحها قبل نهايته.

وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، في نشرة صحافية، حصلت عليها «الشرق الأوسط»، أن الاندلاع المفاجئ لأزمات جديدة في دارفور ومناطق أخرى من البلاد منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، أدى لنزوح أكثر من 120 ألف مواطن في دارفور وحدها.

وحسب النشرة، فإن شركاء قطاع التعليم في السودان يقدرون أن أكثر من 26 ألف طفل في مرحلة الدراسة الابتدائية من أبناء هؤلاء النازحين، لن تتاح لهم الفرصة للعودة إلى الصفوف المدرسية قريبا، ناهيك عن الجلوس لامتحانات الصف الثامن المؤهلة للدراسة الثانوية أو التعليم المهني.

ويقول ممثل «يونيسيف» في السودان قيرت كابليري: «واجبنا تجاه هؤلاء الأطفال، أن نساعدهم في الإعداد لمستقبلهم من دون أي تأخير»، مشيرا إلى أن وزارة التربية استجابت للكارثة التي تواجه مستقبلهم، بما أطلق عليه «كل إخلاص وحكمة».

وجاء في النشرة أن «يونيسيف» تبذل جهدا مكثفا مع الشركاء والوزارة المسؤولة عن التعليم لإقامة مراكز للامتحانات للأطفال النازحين حديثا، في أنحاء متفرقة من إقليم دارفور، وتوفير الحاجات الإنسانية الأساسية للتلاميذ خلال فترة الامتحانات، وأوضحت أن الوزارة المعنية قررت تأجيل الامتحانات المقررة في الـ15 مارس (آذار) الحالي إلى الـ26 من أبريل (نيسان) لهؤلاء التلاميذ، وأن المنظمة الدولية تعمل على مساعدة الجهات المختصة لإعداد مراكز آمنة للامتحانات لهؤلاء التلاميذ، لا سيما أن العام الدراسي الجديد يقترب بسرعة، بما يجعل من عودة أطفال النازحين للدراسة في بداية أبريل أمرا جوهريا.

وقال كابليري: «لن نألو جهدا في مساعدة الحكومة على توفير الفرص للأطفال، من أجل الدراسة الجيدة في فضاءات آمنة ومهيأة».

وأضافت النشرة أن أطفال جنوب السودان هم الآخرين تأثروا بهذا الوضع، لا سيما بعد أن شهدت الحدود بين السودان وجنوب السودان، تدفق الأسر وأطفالها الهاربين من القتال الدائر في الدولة الوليدة، وقالت إن «يونيسيف» تجري حوارا مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لتحديد أفضل الطرق لتلبية احتياجات الأطفال اللاجئين من جنوب السودان، ليتمكنوا من الحصول على فرص للذهاب للمدرسة والاحتفاظ ببعض من حياتهم الطبيعية.