في مثل هذا اليوم من العام 2017 أعلن عن وفاة عبد الرزاق جلغاف البرعصي وهو مقاوم ليبي ينحدر من قبيلة البراعصة ومن أسرة كانت لها علاقات مميزة مع الأسرة السنوسية التي حكمت ليبيا، قاوم الاحتلال الإيطالي إلى جانب الشهيد عمر المختار الملقب بأسد الصحراء، ويوصف بأنه آخر رفاقه. 

ولد عبد الرزاق جلغاف البرعصي عام 1907 في مدينة البيضاء شرق ليبيا. وهو ينحدر من أسرة ترتبط بعلاقات تاريخية وثيقة مع الأسرة السنوسية التي انحدر منها ملك البلاد الأسبق إدريس السنوسي.

شارك عبد الرزاق جلغاف البرعصي في مقاومة الاحتلال الإيطالي لليبيا إلى جانب عمر المختار، وقد كان في ريعان شبابه، وذلك قبل إعدام أسد الصحراء عام 1931.

وإن كانت المصادر لا تذكر تفاصيل مشاركة جلغاف في الجهاد ضد المحتل، فإن مشاركة قبيلة البراعصة في مقاومة الإيطاليين حظيت باهتمام كبير من طرف المؤرخين.، فقد مهدت إيطاليا لغزو ليبيا منذ نهاية القرن الـ 19 وفتحت الباب على مصراعيه للأسر الإيطالية للاستقرار بها وقوّت دورها الاقتصادي والاجتماعي، وبنت المدارس والمستشفيات والشركات الاقتصادية ومدارس تعليم اللغة الإيطالية والإرساليات التنصيرية.

كما فتح البنك الإيطالي المركزي فرعين له في طرابلس وبرقة، وتمكن من إغراق مواطنين ليبيين بالديون وحجز على أراضي كثيرين منهم بحجة عدم استطاعتهم رد تلك الديون.

وبموازاة ذلك، نشط دور إيطاليا في أوروبا فعقدت اتفاقيات مع الدول الاستعمارية الكبرى، حيث تم الاتفاق على إطلاق يد فرنسا في كل من تونس والجزائر والمغرب، ومنح مصر لـ إنجلترا مقابل السماح لإيطاليا بالاستفراد بليبيا.

وحاولت الإمبراطورية العثمانية الحفاظ على ليبيا فأرسلت دعما عسكريا قويا للقطر الليبي، وهو ما دفع روما لتأجيل مخططاتها حتى تحين الفرصة المناسبة.

وجاءت تلك الفرصة مع الإطاحة بالسلطان عبد الحميد الثاني، وظهور خلافات واضطرابات أمنية بالأراضي التي تحت سيطرة العثمانيين، ما جعل إيطاليا تتحرك باتجاه ليبيا وتبعث بإنذار إلى الباب العالي تحذر فيها من أنها ستتدخل في ليبيا إن لم يتم توفير الحماية للرعايا الإيطاليين.