تتصاعد بشكل مستمر الحصيلة المأساوية للاشتباكات المستمرة في جنوب السودان، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي تزعمها نائب الرئيس السابق "ريك مشار" ضد رئيس الدولة "سلفا كير ميارديت"، في السادس عشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وقتل في تلك الاشتباكات آلاف المدنين، وفي وقت تجد الأمم المتحدة صعوبة في إعلان عدد محدد للقتلى بين المدنيين، تقدره مصادر من جنوب السودان بحوالي 5 آلاف قتيل.

وأجبرت الاشتباكات حوالي 800 ألف شخص على ترك منازلهم واللجوء إلى معسكرات الأمم المتحدة داخل وخارج جنوب السودان، ولا يعني وصول اللاجئين إلى المخيمات نجاتهم من الموت، إذ يكون عليهم مواجهة الأوبئة والأمراض المميتة التي تنتشر في تلك المخيمات. ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، فقد وصل عدد من لجؤوا من جنوب السودان إلى الدول المجاورة 364 ألف شخص، في حين يبلغ عدد من يرغبون في مغادرة منازلهم ولا يتمكنون من ذلك 84 ألف شخص.

وأعلنت الأمم المتحدة أن 3.7 مليون شخص في جنوب السودان يواجهون خطر المجاعة، بينهم 150 ألف طفل، 50 ألف منهم تحت سن الخامسة.

ويبرز الوجه القبيح للصراع العرقي شيئاً فشيئاً مع استمرار الاشتباكات. ففي حين اتهم "مشار" في الأشهر الأولى من الاشتباكات، حكومة جنوب السودان بالتمييز العرقي، وبممارسة تطهير عرقي ضد قبيلة "نوير" التي ينحدر منها "مشار"، أعلنت الأمم المتحدة أن المتمردين الذي ينتمون لقبيلة نوير نفذوا مذابح عرقية في المساجد والكنائس والمشافي، بمدينة "بانتيو" التي سيطروا عليها الأسبوع الماضي.

وبذا تتصاعد المخاوف من تحول الاشتباكات إلى صراع عرقي بين قبيلة نوير وقبيلة "دينكا" التي ينتمي إليها سلفاكير. وحتى الآن تقف القبائل الأخرى التي تعيش في جنوب السودان، مثل "شيلوك- أنواك" و "باري" و"أزيندا"، إلى جانب الحكومة.