1) زارت أم كلثوم ليبيا مرة واحدة كانت في شهر مارس 1969، وأحيت حفلين، الأول في 12 مارس بطرابلس وأدت فيه أغتيتي «هذه ليلتي» و«الأطلال» والثانية في 19 مارس ببنغازي حيث غنت «أمل حياتي» و«بعيد عنك».
2) جاءت زيارة أم كلثوم الى ليبيا في إطار المجهود الحربي تزامنا مع الاحتفالات بعيد ميلاد الملك أدريس السنوسي في 12 مارس 1969، ولكن الملك غابعن حضور الحفل بسبب وعكة صحية، وفوجئت أم كلثوم برئيس الديوان الليبي يقول لها بأن الملك لن يحضر وأنه سيدفع ضعف ثمن تذاكر الحفل كاملاً، وهناك رغبة من الملك أن تقوم بغناء “ولد الهدي فالكائنات ضياء” ، لكن الفنانة الكبيرة رفضت ذلكوتعللت بأنها لا تغني هذه القصيدة إلا في ذكرى ميلاد الرسول عليه الصلاة والسلام فقط.
3) جاء في مذكرات ابراهيم عميش: "ففي أواخر شهر فبراير وأوائل مارس من سنة 1969م .. وأنا أذكر هذا التاريخ و واقعته لارتباطه لدىّ بالحفل الذي أحيته السيدة "أم كلثوم" يوم 12 مارس في سرادق أعد لذلك بالملعب البلدي في بنغازي ففي هذا اليوم المعني، كنت قد جلست بالمقهى التجارى الكائن بشارع الاستقلال" جمال عبد الناصر حاليا "طلبا للراحة من فشل محاولات كثيرة بذلتها بمقر البريد للاتصال بزوجتى الموجودة بالاسكندرية".
أيضاً:"و في ليلة 12 مارس ــ آذار كانت السيدة (أم كلثوم) تُحيّ حفل لها بدعوة من السيد عبد الله عابد السنوسي ــ ابن عم الملك إدريس و أحد أصدقاء و شركاء السيد عُمر الشلحي، و كان عديد من ضباط الشرطة و الجيش قد تسلّم بطاقات دعوة (مدفوعة الرسم) لحضور الحفل، و كان منهم المقدم "نصر الدين هامان " مدير الاستخبارات العسكرية آنذاك الذي تلقى أثناء حضوره الحفل في تلك الليلة"
كانت ليلة ربيعية، تحديدًا يوم 19 مارس من عام 1969، قررت فيها كوكب الشرق أن تشدو لأهل ليبيا، في مدينتهم بنغازي، لتمنحهم نصيبًا من صوتها وبهائها، بعد أن اختارت لهم أغنية «بعيد عنك» لتكون عنوان حفلها الساهر. وكعهدها الدائم، بدأت فرقتها في عزف المقدمة اللحنية، حتى جاء دور أم كلثوم وبدأت تنشد مطلعها «بعيد عنك حياتي عذاب، ماتبعدنيش بعيد عنك»، ليقابلها الجمهور بعد انتهائها من الكوبليه بتصفيق حاد، وحرارة مشاعر اعتادت عليها في كل حفلاتها بأي مكان بالعالم، إلا واحدا قرر أن يخالف الجميع، ولفظ – بدون مناسبة- كلمة بذيئة لما تميزها مسامعنا بسبب تداخلها مع هتاف الجمهور العريض، لكن أم كلثوم من موقعها ميزتها بشدة، لدرجة دفعتها لحالة غضب نادرا ما كانت تصل إليها على المسرح، لتصرخ في وجهه بصوت مسموع «اخرس.. قليل الأدب». وتشير المصادر الى أن ذلك المعجب قال «عيدي يامرا عيدي» ولكن أم كلثوم لم تستسغ كلمة «يا مرا» التي لا تقال عادة في المجتمعات الراقية.
4) وعن الزيارة وعلاقتها بالإطاحة بنظام الملك السنوسي روى عبد السلام جلود، في لقاء سابق له مع طاهر بركة مقدم برنامج الذاكرة السياسية على قناة العربية، "لقد خططنا للانقلاب على الملك في 4 محاولات قبل النجاح في المرة الخامسة، وفي إحدى المرات كانت فيه زيارة للسيدة ام كلثوم في طرابلس، ونحن خططنا للاستيلاء على الحكم والقيام بانقلاب عسكري أثناء حفلة السيدة أم كلثوم لأن الحفلة سيحضرها كبار رجال الجيش والشرطة والوزراء ورجال الدولة، وكانت الخطة هي السيطرة على قاعة الحفل والقبض على كل الموجودين فيها، وهذا الأمر سيسهل علمية السيطرة على الدولة ويمنع المقاومة".
"ولكن حدث خلاف على بين الرفاق على سيناريو السيطرة على قاعة الحفل بسبب الحفل خوفا من حدوث مقاومة من الحاضرين وبالتالي التحول إلى مذبحة ودماء، وهذا أمر لم نكن نريده في وجود سيدة فاضلة مثل السيدة أم كلثوم وهي القامة الكبيرة في الوطن العربي، ولذلك أجلنا الانقلاب من أجل السيدة أم كلثوم وأيضا خوفا من الدماء". وواصل جلود أن "الدافع في تأجيل الأمر كان أخلاقيا بالدرجة الأولى، حيث خشينا على السيدة أم كلثوم وأيضا المدنيين الحاضرين لحفل كوكب الغناء العربي، فالحفل لم يكن حكرا على رجال الدولة، بل كان هناك مدنيين حاضرين في الحفل وتخوفنا من إثارة الرأي العام بالإضافة لوجود بعض المشاكل اللوجستية التي كنا نعاني منها قبل تنفيذ المهمة".
5) اجتمع موسيقار الجيلين محمد عبد الوهاب مع أم كلثوم في ليبيا، ويقال أنه استمع الى عدد من الأغاني الليبية ومنها أغنية «يا زهرة الياسمين» للفنان نوري كمال، فإقتبس منها جملة موسيقية شهيرة في مقدمة أغنية «ودارت الأيام» التي لحنها لتغنيها كوكب الشرق في عام 1970. هذه الأغنية هي رابع أغنية من تأليف مأمون الشناوي تغنيها أم كلثوم حيث غنت له "أنساك" 1961، و"كل ليلة وكل يوم" 1964، و"بعيد عنك" 1965، وكلها من تلحين بليغ حمدي، إلا أنها قررت أن تسند تلحين الأغنية إلى محمد عبد الوهاب.