أصدر كل من التيار الشعبي وحزب العمال والحزب الاشتراكي وحركة البعث وحركة تونس إلى الامام وحزب القطب, اليوم الجمعة 8 ماي 2020, بيانا مشتركا عبروا من خلاله عن رفضهم المطلق لأي نشاط تركي على الأراضي التونسية لدعم "المليشيات والإرهابيين" و"تصدير المرتزقة لليبيا", حسب ما جاء في البيان.

وفي ما يلي نص البيان:

"سجل مطار جربة جرجيس بالجنوب التونسي هبوط طائرة تركية في ساعة متأخرة من ليلة الخميس 7 ماي رافقها تضارب في المعطيات, فقد أوردت وكالة الأنباء التركية أن الطائرة تحمل مساعدات طبية لتونس, ليتفاجأ الرأي العام في ساعة متأخرة من الليل ببيان صادر عن رئاسة الجمهورية يفيد بأن الطائرة تحمل مساعدات طبية للشقيقة ليبيا وأن تونس هي من ستتولى تمرير هذه المساعدات, وفي نفس الوقت راجت أخبار أخرى في وسائل إعلام دولية مؤكدة أن السلطات التونسية وضعها الجانب التركي أمام الأمر الواقع بما يعني أنها لم تكن على علم بقدوم الطائرة".

وأضاف البيان أن "التضارب والغموض الحاصلين في علاقة تونس بتركيا خاصة في ما يتعلق بالملف الليبي يؤكد المخاوف الشعبية من تنامي النشاط التركي الداعم للمليشيات والجماعات الإرهابية في ليبيا على الأراضي التونسية وهو ما يشكل خطورة بالغة على الأمن القومي لتونس والمنطقة ككل".


وتابع بأنه "أمام تفاقم هذه الإختراقات يهم الأحزاب الممضية على البيان تأكيد ما يلي:

*رفضها المطلق لأي نشاط تركي على الأراضي التونسية لدعم المليشيات والإرهابيين وتصدير المرتزقة للشقيقة ليبيا, محذرة من مغبة استمرار نهج الغموض الذي تنتهجه السلطات التونسية في كل ما يتعلق بالأنشطة التركية في المنطقة, مطالبين بموقف واضح في رفض التواجد العسكري الاجنبي في المنطقة".

وأدانت الأحزاب انفة الذكر "كل محاولة للزج بتونس في لعبة المحاور الاقليمية مهما كانت على حساب أمنها القومي وعلى حساب أمن واستقرار الشعب الليبي ودماء أبنائه وطالبت رئيس الجمهورية بموقف واضح من محاولات تركيا التواجد العسكري سواء بشكل غير مباشر من خلال جلب المرتزقة من سوريا او بشكل مباشر لما يشكله هذا الأمر من خطورة كبيرة على الأمن والسلم الإقليميين".

ودعت القوى الوطنية وعموم أبناء الشعب التونسي للتصدي لكل محاولة جديدة لتوريط تونس في دماء الشعب الليبي ووحدة بلاده على غرار ما حصل في سنة 2011, مجددة رفضها لكل تدخل اجنبي في ليبيا مهما كان مصدره, مؤكدة ثقتها في الشعب الليبي القادر بإرادته الحرة ودون وصاية على تجاوز محنته وإعادة بناء بلاده لتعود ليبيا لشعبها وأمتها العربية مستقرة موحدة وديمقراطية وتستعيد دورها التاريخي في المحافل الدولية دفاعا عن القضايا العادلة".

وكانت رئاسة الجمهورية التونسية قد أفادت, اليوم الجمعة, بأنها سمحت بنزول طائرة تركية محملة بمساعدات طبية بمطار جربة جرجيس الدولي شرط أن يتم تسليم ما بها من مساعدات موجهة إلى ليبيا إلى السلطات التونسية أمن وديوانة.

وقال بيان للرئاسة التونسية إن المساعدات الطبية انفة الذكر "موجهة إلى الأشقاء في ليبيا شرط أن يتم تسليم ما بها من مساعدات موجهة إلى ليبيا إلى السلطات التونسية (أمن و ديوانة) وشرط أن تتولى السلطات التونسية وحدها دون غيرها إيصالها إلى معبر راس جدير ليتسلمها الجانب الليبي".