1) هو عبدالحميد عطية الديباني، ولد في برقة عام 1900م، كان أبوه شيخا سنوسيا حفظ القران في زاوية الجغبوب، ثم رجع إلى بلدته درنه فعمل محفظا للقران فيها، ثم انتقل للعمل بطبرق محفظا للقران قبل أن يعين قاضيا، اجتهد لتعليم أولاده، فأرسل ابنه عبد الحميد و أخوه محمود إلى الأزهر الشريف بمصر، فتخرجا فيه عام 1926 م، و كانت عودتهما سرورا عظيما لوالدهما.
2) يعتبر الشيخ عبد الحميد من أقدم أهل العلم في إقليم برقة، يجمع بين السمت والعمل،أو بين الشكل والمضمون، في مرحلة مبكرة منذ عهد الطليان، وهو أمر كان نادراً في برقة،
3) عمل الشيخ قاضياً في طبرق ثم المرج ، وانتهى به المطاف قاضياً في بنغازي عام 1936 م وظل بهذا المنصب حتى نهاية الحرب،
4) وبعد استقلال برقة ترقى ليصبح قاضي القضاة ومفتياً لها، وظل الشيخ لفضله وعلمه وحكمته يتقلب في وظائف الدولة، محاطاً بالإجلال والتكريم، محفوفاً بالمهابة والاحترام، حتى إذا شغر منصب شيخ الجامعة الإسلامية، بانتقال شيخها منصور المحجوب إلى المحكمة العليا، أخذوا يستعرضون علماء ليبيا ليختاروا واحداً للمنصب، ويقال إن المكلفين بهذه المهمة، رشحوا للمنصب أربعة علماء، اثنان منهم من طرابلس، واثنان من برقة، أحدهما الشيخ الديباني، ورفعوا الأسماء إلى صاحب الأمر رحمه الله، فأشّر بالقلم الأحمر أمام اسم الديباني، لثقته في إخلاصه، ومعرفته بقدراته العلمية، ومواهبه الإدارية.
5) اختير العالم والقاضي المتمرس شيخاً للجامعة، وفي عهده امتد اسمها حتى عمّ معظم أقطار العالم الإسلامي، وبلغت أقصى مدها، وصارت قبلة يؤمها الطلاب من كافة الأقطار، لينهلوا من معينها الفياض، ثم يعودوا لينشروا نور الله في الأرض، كما كان يختار للتدريس فيها كبار علماء جامعتي الأزهر والزيتونة.
ومما يعرف عن الشيخ طوال حياته، وخاصة أثناء مشيخته للجامعة الإسلامية، أنه كان حريصاً على المشاركة في المؤتمرات التي يدعى لحضورها، رغبة منه في المساهمة في ما يعود بالرفعة والنهوض على إخوانه المسلمين، في كافة المجالات العلمية والسياسية، ولذلك حضر مؤتمرات في روسيا ويوغوسلافيا، وفي تونس والجزائر والمغرب، ذلك إلى جانب حرصه على المشاركة في الندوات العلمية والسياسية أيضاً، التي تقيمها رابطة العالم الإسلامي سنوياً، على هامش فريضة الحج، ويحضرها عادة خيرة العلماء والمفكرين من قارات العالم الخمس .
6) انتقل إلى جوار ربه عام 1980، فجزاه عن البلد و أهله خير الجزاء، و أسكنه فسيح الجنان