في مثل هذا اليوم 6 مارس من العام 2012، تم الإعلان عن مجلس إقليم برقة وهو تجمع سياسي في ليبيا بتوجهات فيدرالية  ترأسه أحمد الزبير الشريف السنوسي العضو في المجلس الانتقالي الليبي.

وأعلن المجلس خلال مؤتمر انعقد بالمناسبة، أن إقليم برقة التاريخي شرقي ليبيا (إقليم فيدرالي مستقل)  وشكل حكومة ووزراء، إلا أنه لم يشهد أي اعتراف به من قبل الأطراف الليبية المختلفة أو الحكومات الأجنبية.

وأكدوا في بيان، أن "النظام الاتحادي الوطني هو خيار الإقليم كشكل للدولة الليبية الموحدة في ظل دولة مدنية دستورية شريعتها من القرآن والسنة الصحيحة". وقد قرروا "اعتماد دستور الاستقلال الصادر في 1951 كمنطلق مع إضافة بعض التعديلات وفق ما تقتضيه ظروف ليبيا الراهنة والتأكيد على عدم شرعية إلغائه القهرية من سلطة انقلابية وعدم شرعية تعديله عام 1963 للمخالفات الدستورية الواضحة".

وقرر المشاركون الذي حضره قرابة ثلاثة الاف شخص، تأسيس مجلس إقليم برقة الانتقالي برئاسة الشيخ أحمد الزبير أحمد الشريف السنوسي لإدارة شئون الإقليم والدفاع عن حقوق سكانه في ظل مؤسسات السلطة الانتقالية المؤقتة القائمة حاليا واعتبارها رمزا لوحدة البلاد وممثلها الشرعي في المحافل الدولية".

وجدد المشاركون في المؤتمر "رفض الإعلان الدستوري وتوزيع مقاعد المؤتمر الوطني (الجمعية التأسيسية) وقانون الانتخاب وكافة القوانين والقرارات التي تتعارض مع صفة السلطة القائمة كسلطة انتقالية".

وأحمد الزبير السنوسي هو ابن عم الملك الليبي الراحل ادريس السنوسي، وعمته الملكة الراحلة فاطمة الشريف، وقد سجن في فترة حكم القذافي قرابة الواحد والثلاثين عاما، وتم اختياره عن السجناء السياسيين عضوا في المجلس الوطني الانتقالي الليبي بعد ثورة السابع عشر من فبراير.

وفي تصريح صحفي، أكد أبو بكر بعيرة أحد أبرز منظمي المؤتمر أن "الفدرالية تعني وضع الضوابط على السلطة المركزية في علاقاتها مع الأقاليم المختلفة". وأضاف أن "ما نتج من هذا المؤتمر هو اختيار نوع حكم مناسب لظروف الشعب الليبي وخاصة في إقليم برقة". 

وأوضح بعيرة أن الفيدرالية تعني وضع الضوابط على السلطة المركزية في علاقاتها مع الأقاليم المختلفة، وأن ما نتج من هذا المؤتمر هو اختيار نوع حكم مناسب لظروف الشعب الليبي وخاصة في إقليم برقة.

وفي أول ردود الفعل ، اتهم رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل دولا عربية بـ "إذكاء الفتنة" في شرق البلاد، في إشارة إلى الإعلان عن تأسيس إقليم برقة في شرق البلاد

وقال عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي في طرابلس أن (بعض) الدول العربية تذكي وتغذي الفتنة التي نشأت في الشرق حتى تهنأ في دولها ولا ينتقل إليها طوفان الثورة. هذا التخوف هو الذي جعل هذه الدول الشقيقة للأسف الشديد ترعى وتمول وتذكي هذه الفتنة التي نشأت في الشرق"، مؤكدا في كلمة تلفزيونية أن المجلس هو "الممثل الوحيد للشعب الليبي".

بدوره صرح الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الليبي محمد نصر الحريزي أن الإعلان عن إقليم برقة هو خروج عن الشرعية وعن المجلس الوطني الانتقالي الذي اعترف به الليبيون ودول العالم والمنظمات الدولية على أنه الممثل الرسمي والشرعي للشعب الليبي. وقال الحريزي، في مقابلة مع قناة ليبيا الحرة، إن هذا الإعلان لا يمثل المنطقة الشرقية التي خرج سكانها وأهالها في مدن بنغازي والبيضاء ودرنة والكفرة وطبرق ضد الفيدرالية والتقسيم ، وأعلنوا أنهم مع الوحدة الوطنية ومع ليبيا موحدة.