في مثل هذا اليوم 7 ابريل من العام 1976 شهدت ليبيا ثورة الطلاب التي طالما تعرضت للتشويه والإفتراء من قبل المعارضة وخاصة قوى الإسلام السياسي التي كشف النظام السابق نهجها التأمرى مبكرا وكانت عائلة الزعيم الراحل معمر القذافي  دعت  في أبريل 2018 شهود العيان عن احداث ثورة الطلاب في السابع من شهر ابريل 1976م من “شرفاء الوطن” للإدلاء بشهاداتهم التاريخية لقشع ظلام وضبابية عواصف الكذب والتزوير والبهتان حول هذا الحدث، مذكر في نفس الوقت بأهمية هذا الحدث.
وقالت العائلة  أن “احرار الشعب الليبي يحيون هذا اليوم ذكرى الحدث الطلابي الابرز الذي تجسدت فيه ثورة طلابية بيضاء قادها الطلاب غداة نداء الشهيد الصائم بتحرير الجامعات والمراكز العلمية من اليمين الرجعي المتعفن وارباب الأحزاب وبقايا اذناب الاستعمار، وذلك بعيد خطاب سلوق التاريخي في 5 ابريل 1976م”. 

وأكدت أن الحدث  لم يكن دموياً سحل فيه الطلاب واعدموا في الحرم الجامعي كما يسوق المرجفون والكذبة ولم يكن عملاً عسكريا أحال الجامعات الى حطام، لافتة إلى أنه كان نقلة حضارية طالتها أيادي المبطلون وخفافيش الظلام بالتدليس والتزوير. 

وأوضحت ان ما آلت اليه جامعاتنا اليوم خاصة وبلادنا عامة خير شاهد على أهمية بل وحتمية السابع من ابريل، مؤكدة أنه لم يقرب من اعلان الجماهيرية فحسب بل  كان اخر عصر الفوضى والغوغائية ردحاً من الزمان تنامت فيه مسيرة التحول وازدهرت فيه الحركة العلمية والطلابية حتى جاءت “نكبة” فبراير لتحيل تلك المؤسسات الى خبر عين بدوره كان  رئيس اللجنة التنفيذية للحركة الشعبية الوطنية الليبية، والقيادي الليبي السابق، مصطفى الزايدي، أكد  أن يوم السابع من ابريل عام 1976 لم يشهد أي حالات إعدام، في الجامعة الليبية. 

وأضاف الزايدي في تصريح لـبوابة افريقيا الإخبارية أن ما حدث في الجامعة الليبية بفروعها المختلفة في بنغازي وطرابلس، لم يكن أكثر من حراك طلابي لتطهير الكليات من مجموعات حزبية، وتجنيب الطلاب للأعمال السياسية المرتبطة بتنظيمات خارجية في أغلبها، مؤكدا أن الجامعة في ذلك الوقت كانت تعيش حالة من فوضى العمل السياسي وكان لابد من إعادتها لسياقها العلمي، واتجاهها الوطني. 

ونفى الزايدي الذي كان طالبا قياديا في كلية الطب ببنغازي آنذك أن يكون صاحبت أحداث 7 ابريل أية عمليات إعدام، بل نفى أن تكون الجامعة الليبية في بنغازي "قاريونس" قد شهدت حتى أعمال عنف، قائلا كل ما حدث هو حركة طلابية سلمية تم خلالها إزاحة مجموعات حزبية مرتبطات بتنظيمات دولية كالإخوان، والشيوعيين، وأحزاب أخرى تمثل مجموعات مزروعة داخل الجامعة ممثليات لهم في ليبيا، مضيفا أن ما حدث من إعدامات في سنوات لاحقة، والتي نفذ بعضها في ذكرى 7 ابريل، تمت بناء على محاكمات، ونفذت في حق أناس أدينوا بتهم ثابتة ومحددة، ومنهم من شارك في محاولة إنقلاب عام 1975 وآخرين ارتبطوا بتنظيمات سياسية خارجية. 

واستشهد ببعض الأسماء التي تم إزاحتها وبالتالي هربوا للخارج وشكلوا ما عرف لاحقا بـ "جبهة الإنقاذ" من أمثال جعودة، والمقريف، وشمام، وغيرهم من الحزبيين الذين عاشوا عشرات السنوات بالخارج ثم اكتشف الليبيون حقيقتهم بمجرد عودتهم للبلاد عقب أحداث فبراير سنة 2011. واختتم الزايدي بأن الجامعات الليبية اليوم بحاجة للسابع من ابريل من جديد لتطهيرها واستعادتها لمسارها العلمي، واتجاهها الوطني، وتجنيبها للمماحكات والصراعات السياسية.
لكن أحمد قذاف الدم قال في مذكراته التي نشرتها صحيفة الشرق الأوسط « عندما قامت الثورة الشعبية في 1976-1977 وسيطرت اللجان الشعبية على الجامعات، كان هناك طلاب، أعتقد أنهم كانوا شيوعيين أو قوى أخرى، واستهدفهم الطلاب المنخرطون في الثورة الشعبية..حدثت مواجهات بين الطلاب المناصرين لثورة الفاتح والطلاب المعادين لهم.. وعملوا محاكمات.. 

كان ذلك قبيل تأسيس اللجان الثورية بالشكل الذي أصبحت عليه فيما بعد.. كان صراعا بين الطلاب، لكن بالتأكيد كانت هناك حالات ظلم، وكانت هناك عمليات مستهجنة من البعض، كما أنه كان هناك من غادر ليبيا خوفا من أن يستهدف، خاصة ممن كانوا ينتمون لبعض الأحزاب السياسية، منها على ما أعتقد جماعة الإخوان المسلمين وبعض البعثيين والشيوعيين.. «هؤلاء رأوا أنه لم يعد لهم مكان، لكن أعدادهم كانت محدودة، لأن ليبيا تربة ليست مناسبة للحزبية بالمعنى الحرفي للكلمة، وها أنت تشاهد اليوم (بعد 2011) التخبط في أوساط هذه الأحزاب الوليدة، لأن ليبيا مجتمع قبلي وأناس بسطاء ولا يؤمنون بهذا الشكل الديمقراطي الغربي».
ويشير شهو عيان حضروا تلك الأحداث أن  ثورة الطلاب في السابع من ابريل كانت استجابة لتحريض القائد  معمر القذافي  لإبعاد الجامعة عن الصراعات السياسية ،وتفرغها لدورها الاساس وهو تعليم الطلاب واعدادهم لقيادة مسيرة النهضة والتقدم ، فبعد إطلالة ثورة الفاتح مباشرة ، حاولت مجموعات سياسية متعددة ، خاصة الشيوعيين والاخوان المسلمين الاستفادة من الحدث والقفز الي السلطة على اعتبار ان من قام بالثورة هم ضباط صغار ولا خبرة لهم بالسياسة ويمكن ازاحتهم بسهولة ، لكن الثورة كانت عملية منظمة وذات محتوى فكرى قومي ولها برنامج واضح ، فاتجهت تلك الجماعات السياسية الي استغلال الوسط الجامعي لتنظيم حملة ضد ثورة الفاتح ،والتي تم احتوائها جزئيا بإعلان الثورة الشعبية في مدينة زوارة عام 1973  وممن رووا تفاصيل تلك الاحداث الدكتور عبد المطلب الغرياني الذي قال أنه بعد لقاء واسع في المدينة الرياضية المغلقة بنغازي في شهر فبراير 1973 .

جرى  انخراط اغلب القيادات الطلابية بما فيها تلك التي كانت تتبنى موقفا معاديا للثورة في تكوين اللجان الشعبية بالكليات والجامعات . لكن مؤامرة عمر المحيشى عام 1975 اعادت الصراع الى الجامعة سواء من خلال الضغط على الطلاب اثناء التدريب العسكري العام لتحريضهم على مواجهة الثورة ،او بالتسلل الى قيادات الاتحاد الطلابي والسيطرة عليه ،  جرت انتخابات اتحاد الطلبة عام 1975و التي تمت بحرية ونزاهة في كل مؤسسات التعليم المتوسط والعالي ليكون لأول مرة في ليبيا اتحاد عام للطلبة على اسس ديمقراطية حقيقية ،و افرزت قيادات طلابية موالية للثورة ماعدا بعض كليات جامعة بنغازي ، حيث تمكنت مجموعة تنتمى اجتماعيا الى مدينة مصراته متحالفة مع بقايا الشيوعيين فى الجامعة من التسلل الى الاتحاد خاصة في كليات القانون والاقتصاد والآداب ، ونظمت عدّة مناشط معادية للثورة في محاولات لجر الثورة الي معركة في الجامعة ،  عندما وصلت الامور الي الاستفزاز الشخصي والتحرش بالطلاب الثوريين ،قرر بعض الطلاب الثوريين التصدي ومواجهة تلك المجموعات ، وفي نهاية ديسمبر 1975 اصطدم بعض الطلاب الثوريين بالعناصر المعادية وطردوهم من الجامعة بعد عراك بالعصى والأيدي ولم يصب احد ،ولأن بعض القيادات الثورية التي اشتبكت مع تلك العناصر تنتمى اجتماعيا الى منطقة سرت وسبها وهراوة ،قام الطلاب المعادون للثورة بحملة دعائية جهوية لاستنهاض الطلاب، وتحججوا بذريعة ان مجموعات من العسكريين هجموا على الطلبة ، وبدؤوا في الاعداد لردة فعل ، الحدث الاول كان يوم الخميس 31 ديسمبر 1975 عندما فوجئ الطلبة من منطقة الوسط والجنوب بهجوم استهدف اشخاصهم على الهوية وتعرضوا للضرب المبرح ، احتمى بعضهم بالمكاتب ، فتصاعدت المواجهة وخرج بعض الطلبة في مظاهرة الى وسط البلد بتحريض من القيادات الشيوعية .. واحرقوا مقر اتحاد المنتجين ومقر الاتحاد الاشتراكي العربي باعتبارهما يرمزان  الى الثورة ، لم تتم مواجهتهم من قبل الدولة وتمكنوا من تعبئة رابطة الجامعة الطلابية في بنغازي ضد الثورة .

كان الاتحاد العام للطلبة قد تشكل دون مشاركة رابطة جامعة بنغازي واختير الطالب عبدالقادر البغدادي رئيسا له ،كان طالب اسمه خالد الترجمان امينا للاتحاد في رابطة جامعة بنغازي ، شنت وسائل الاعلام الغربية المعادية لثورة الفاتح حملة دعائية محمومة في الخارج على اساس ان الثورة تقمع الطلبة وتقتلهم ،لكن اغلب الطلبة في الخارج لم يتأثروا بتلك الدعايات و شكلوا فروعا لاتحاد الطلبة وكانت اغلب قياداتها من العناصر الوطنية. في محاولات لاستفزاز الدولة.

تدخلت الرابطة الطلابية في جامعة بنغازي في شؤون الادارة وحصل احتكاك بينهم وبين ادارات الكليات ،الطلاب الثوريين راءوا ان الامر لا يحتمل وكثفوا نشاطهم لإسقاط الرابطة الطلابية ،في شهر مارس استفز مقرر الرابطة الطلابية طلبة كلية القانون من مدينة الزاوية بإهانته لعميد الكلية الدكتور عمر مولود الذى ينتمى الى الزاوية وقرروا اسقاط وحدة كلية القانون التي ينتمى لها امين الرابطة بالجامعة ،
يوم 4 ابريل 1976 اجتمع طلاب كلية القانون في مدرج الكلية واسقطوا الوحدة وانتخبوا ادارة جديدة من الزاوية منهم الهادي امبية والهادي حامد ومختار القناص وحسنى الوحيشى .. وهكذا بدأ  العد التنازلي للرابطة المتمردة على الاتحاد .
يوم 5 ابريل التقى القائد جماهير مدينة سلوق والقى خطابا دعا فيه الطلبة الى تطهير الجامعات من العناصر المندسة واليمين الرجعى الذى يريد ان يستغل الجامعة لعرقلة التحول الثوري. كان خطابه موجها للطلاب دون استثناء ،
في نفس الليلة انطلقت مسيرة طلابية من بيت الطلبة في الفويهات وذهبت الى الجامعة.. وكانت مناسبة لإعلان الثورة الطلابية
في جامعة بنغازي يوم 6 ابريل تحركت مسيرات طلابية في الجامعة دون اية مواجهات ،وتشكلت لجنة للطلائع الثورية من جميع اعضاء هيئة التدريس ومندوبين عن الكليات ، ذهب وفد من اللجنة لدعوة القائد لزيارة الجامعة ولبى القائد الدعوة وحضر يوم 7 ابريل والقى خطابا تاريخا اكد فيه على اهمية تطوير التعليم والتوسع في بناء الكليات في كل المناطق . ثم التقى بلجنة الطلائع الثورية التي اختارت الدكتور الهادي ابولقمة لرئاستها والاستاد ابراهيم بكار والاستاد سالم الشيباني مقررين ،ثم اختير الدكتور عبدالله الميهوب ومن بعده الدكتور عبد الحفيظ الزليتنى وبعده الدكتور ميلود الحاسية ،في نفس الوقت قامت الاجهزة الامنية باعتقال عدد من الطلبة الشيوعيين وبعض العناصر الاخرى.
لم يحدث أي صدام في جامعة بنغازي في 7 ابريل او بعده طيلة عام 1976 ،وانهمكت لجنة الطلائع الثورية في مناقشة تطوير المناهج وتثوير قانون التعليم ولعل المحاضر الخاصة بتلك اللجنة لازالت موجودة . في جامعة طرابلس تجمع الطلاب في ساحة كلية الهندسة تلبية لخطاب سلوق ،وحضر عبد السلام جلود التجمع والقى خطابا حماسيا ، بعض الطلبة الشيوعيين استفزوا الحشد الطلابي وقاموا بقدف الحجارة لكن تدخل الامن منع الطلاب الثوريين من ملاحقتهم وإيذائهم وتم اعتقال بعض قياداتهم وافرج على اغلبهم بتدخل من محمد الحجازي وعبد السلام جلود ،وكانت الخسائر عبارة على جروح ورضوض بسيطة لعدد 8 طلاب حسب ما هو موثق ومدون .
القول الاكيد انه خلال 7 ابريل وطيلة عام 1976 لم يتم التعرض لأى كان في الجامعات او غيرها من مؤسسات التعليم ،لكن في 7 ابريل 1977 نفذ حكم الاعدام في ثلاثة اشخاص ليبيين وشخص مصري ثبت تورطهم في تفجير في ميناء بنغازي ،وحرق مبنى الاتحاد الاشتراكي واتحاد المنتجين بمن فيه من موظفين حيت اعتبر ذلك شروعا في القتل العمد، كل من اعدموا في ذلك اليوم لم يكونوا طلابا بل مدانين بأحكام قضائية مدنية، ولم يعدموا فى الجامعة بل فى مسرح الجريمة وهو ميناء بنغازي ومقر الاتحاد الاشتراكي .