اليوم العالمي للحمير (بالإنجليزية interntaional day of donkeys) أحد الأيام الدوليّة التي تحتفي بها الكثير من شعوب المعمورة، أطلقته منظمات حقوق الحيوان بهدف الاحتفال بقرابة 59 مليوناً من الحمير والبِغال التي تعيش في الكرة الأرضيّة، بحيث يتم تخصيص الحمار والدفاع عن هذا الحيوان الأليف، وتوعية الجماهير بضرورة الاهتمام به وتقديم العناية اللازمة له.
خاصةً إنَّ الحمير تُقدّم العديد من المهمات والأعمال الشاقّة التي تخدم مصالح البشر في السلم والحرب والعمل، حيث استأنست البشرية الحمير منذ القِدَم، وساهم هذا الحيوان في تطور الإنسان وبناء حضارته، وساهم الحمار إسهامًا بارعًا مع الإنسان في التاريخ الزراعيّ بدءًا من زراعة أول بذرة، ووظيفة حمل الأمتعة البشرية من مكانٍ إلى آخر، هذا بالإضافة إلى عمله في أوقات الحروب للكشف عن الألغام، ولكن البشر لا يُقابلون ذلك بطريقة صحيحة فتجد الكثيرون منهم يُعاملون الحَمير معاملةً قاسيّة، ليتم تأكيد يوم الحمير العالميّ الذي توليه أهمية كلّ من المنظمات والجمعيات المهتمة بحماية حقوق الحيوان والرفق به.
وبحسب خبراء للحيوانات، فإن الحمار يعتبر من أذكى الحيوانات، إذ يكفي أن يمشي على الطريق مرة واحدة ليحفظها طول حياته. والبعض بـ"العنيد"، حيث إذا وضع الفلاح على ظهر حماره حملاً أكثر من اللازم، لا يتحرك به الحيوان مهما أشبعه صاحبه ضربا، وهو ما يؤكد أن الحمار "صاحب تقدير جيد".
اليوم العالمي للحمير من المناسبات العالميّة المُثيرة للجدل، فهنالك المؤيد لهذا اليوم وهنالك من يجده يومًا هزليًا؛ كونه يخص الحمار المعروف لدى الجميع، أحد الحيوانات الأليفة ذات المقدرة على التّحمل والصبر، ولكنّ ما يُعيب هذا الحيوان هو عناده المُفرط، فما هو اليوم العالمي للحَمير؟ وما هي قصة هذا اليوم العالميّ؟
ما هي قصة اليوم العالمي للحمير
شهدت النصوص القديمة منذ الأزل إلى الاحتفال بالحمار، وتمَّ العثور على رسومات للحمير في الكهوف والحضارات القديمة العرية، وفي عصرنا الحالي ظهرت فكرة إقامة يوم عالمي للحمير منذ عام 2018 ميلادي، ومنذ ذلك العام حتّى يومنا هذا والعالم يحتفل بيَوم الحمار العالميّ، وطالب العديد من الأشخاص منطمات رعاية حقوق الحيوانات إلى اعتماد هذا اليوم.
وبالفعل اعتمد يوم الثامن من مايو من كلّ عام يومًا عالميّ للحمار، الذي تبقى شخصيته متمحورة حول السلبيّة والطاعة والصبر والانصياع، وتمَّ إلصاق هذه الصفات بالإنسان، ليُصبح لأمر أكثر ازدراءً، وفي المُقابل أظهر التاريخ الثقافي والأدبي للحمار أهمية جمّة، حيث تصدّر الحمار مكانة أدبيّة عالميّة بدءًا من حِمار جلجامش الشّهير، وكذلك صدرت كتب شهيرة متميزة عن هذا الحيوان الأليف.
كيف يتم الاحتفال بيوم الحمير العالمي
تتعدد أشكال الاحتفال في يوم الحمير العالميّ باختلاف البلد والعادات والتقاليد السائدة فيه، حيث يُمكن الاحتفال بعمل جولات ورحلات بيئية ترفيهية لزيارة الأماكن التي تتواجد فيها الحمير، والتقاط صور لهذا الحَيوان المِعطاء، أو التبرع لجمعيات رعاية الحيوان والرفق به بهدف دعم الحمار وتوفير ما يحتاج إليه من أموال التبرع، وغيرها من أشكال الاحتفالات من إقامة المسابقات والحفلات الخاصّة به، وفيما يلي نًقدّم لكم أبرز أشكال الاحتفالات في يَوم الحمير العالميّ في أرجاء المعمورة كالتالي:
تحتفل المكسيك بيَوم الحَمير العالميّ بإقامة المُسابقات المتميزة لهذا الحيوان، واختيار الحمار الأجمل من بين مجموعة الحمير المتقدمة لهذه المُسابقات، بحيث يتدّفق الأشخاص من القرى لمُشاهدة هذه المنافسة الرائعة في عالم الحيوان.
تحتفل مدينة مويو بمقاطعة النورمندي الفرنسيّة بيَوم الحمير العالميّ بإقامة مهرجان ومعرض للحمير كلّ عام، ليتم خلاله اختيار أجمل حمار، كما تُعقد المحاضرات والندوات والاستعراضات، وشهدت إحدى الفعاليات ما قامه أحد المُشاركين مع حماره بوضع مؤونة جندي وأدواته لإبراز دور الحمير في أوقات الحروب.
يحتفل الشعب الكيني بيَوم لحمار العالميّ على مدار أسبوعين من شهر مايو من كلّ عام ميلاديّ، حيث تُشكل الحَمير في دولة كينيا محور الاقتصاد؛ فعلى سبيل المثال يتواجد في كينيا أكثر من 1.8 مليون حمارًا، التي لها دور بارز في النقل والزراعة وتطوير اقتصاد البلاد.