ترهونة منطقة جبلية وغنية بالاشجار المثمرة والتي منها ما يعود للعهد الروماني واهمها الزيتون واشجار اللوز، وافضل انواع الكروم على انواعه، وهي وتقع جنوب شرق العاصمة طرابلس بمسافة 88 كيلو متر . 

1ـمنطقة ( أم اللغة ) هي باب المدينة للقادم من طرابلس كما إنها لكبر مساحتها تحدها أكثر من مدينة بليبيا منها القربولي ومسلاته وبني وليد وغيرها.

2-لربما تعد ترهونة الأكبر عددا من حيث تعداد نسمتها مقارنة بباقي مدن ليبيا، وهذا سوى من قاطينها المحليين أو من أهلها المنتشرين بشتى ربوع ليبيا . 

3-الثابث أن ترهونة تتكون ككقبيلة من 65 لحمة، تعد كل منها شبه قبيلة لوحدها مجاورة لشقيقاتها وفرض هذا التقسيم التنظيمي كثرة تعداد سكانها وقدمهم في التواجد بالمنطقة والذي يعود لقرون قديمة موغلة بالتاريخ . 

 4-أما عدد سكانها فهو مابين مليون ومليون نصف نسمة، لذا تعد ترهونة من أكبر مناطق ليبيا من حيث التعداد السكاني وهذه المقاربة الاحصائية تشمل القاطنين بها والقاطنين من أهلها بكل ربوع ليبيا .

5-وكون أغلب النشاط الزراعي بترهونة (بعلي ) لأنه يعتمد على مياه المطر لذا فعماده الأساس هو الأشجار المثمرة والتي تميز الشاطي الجنوبي للمتوسط، والتي تتكيف صلابة عودها وقوة تحملها مع ظروف ومناخ المكان ومن مجموعها الكبير يوجد العديد منها من المعمرات والتي تعود للعهد الروماني، إلا أن ما أضيف إليها من أشجار عبر القرون إضافة لمشاريع التشجير المتأخرة جعل من جبالها العاليات شبه جنة من أشجار وثمار خاصة في فصل الربيع ، حين تزهر اشجار اللوزات فتبدو تلك الجبال وكانه مغطاءة بندف الثلج.

6-ساعد في هذا النماء الزراعي كون المطر شبه منتطم الهطول إضافة لخصوبة الارض ووجود العديد من الوديان والتي تجمع المياه والتي تشق هيبة تلك الجبال الشامخات فتروي بطريقها أغلب تلك الاشجار، كذلك ساعد على إستمرار هذا النشاط الزراعي تشبت أهالي ترهونة بالاهتمام بشجيراتهم ، لذا تعد هذه المنطقة من أغني مناطق ليبيا زراعيا خاصة بالنسبة لشجر الزيتون والتي سجل الاقدمون وتحديدا بالعصر الروماني أن ترهونة ومن الزمن القديم كانت تعد المدينة الاكثر انتاجا لثمار وزيت الزيتون وتاتي ثانية في الترتيب بعد انتاج المزارع باسبانيا.

7-كأغلب مدن ليبيا توجد بترهونة العديد من الشواهد التاريخية والآثار القديمة، ونقصد هنا منها الظاهر عيانا على سطح الارض، فالمنطقة لم تتعرض للبحث الأثري الأكاديمي الشامل ، وممن يظهر على أرضها آثار الكثير من المستوطنات والقصور الرومانية القديمة ومنها قصر(ترغلات ) و(قصر دوغة ) وقصر( ترهونة ) أيضا بها الكثير من المعابد أهمها معبد (أمون ) ومجموعة من الكنائس القديمة إضافة لعشرات من الشواهد الأثرية الممتدة كمساطر منتظمة والتي شيدها الرومان كنقاط لحراسة طرق القوافل والتي تحمل سلعتها القادمة من افريقيا باتجاه شاطي المتوسط ..ونتيجة لقدم الاستيطان بهذه المنطقة يجمع خبراء الاثار على ان من خفي من اثار بهذه المنطقة و( وهذه الاشارة العلمية تشمل كل المناطق الليبية ) يعد لوحده كنز اثري عالمي عظيم لكن الظروف لم تسمح بعد للكشف والبحث الاثري والعلمي عنه.

8-بترهونة الكثير من الشواهد والكهوف والتي تدل على وجود التجمعات البشرية والتي لربما تعود لعصور ما قبل التاريخ ، كذلك هي غنية بالعديد من عيون المياه الطبيعية .

9-أخيرا ترهونة وكغيرها من مناطق ليبيا سجلت بصمة من ذهب ودم على جدار التاريخ وذلك بمقاومة الاستعمار الفاشي، فالمدينة تحمل الكثير من الشواهد والدلائل على مقاومة أهلها للاستعمار الايطالي فهي آخر المناطق التي سقطت في يد المستعمر بالمنطقة الغربية وذلك بعد أن أنهكته بمقاومتها واستبسالها في الدفاع عنها حيث استعان المجاهدين بتظاريسها الصعبة وجبالها المحيطة لمنع الغازي من الدخول اليها، إلا أن قوة الهجمات وكبر تعداد الجيش الايطالي بحيث لا مقارنة مقابل أعداد المقاومين القليلة العدد مقابل الجيش الفاشي المدجج بالاسلحة والجنود جيش عصري وحديث بمقاييس تقنيات ذلك الزمن ، فقد استعمل العدو الدروع و المدافع والاليات الأمر الذي أدى لكثافة مهولة من النيران ونتيجة لعدم التكافوء في نوعية العتداد الحربي ونوعية الأسلحة فلم يكن بين يدي المجاهدين إلا الأسلحة القديمة العهد ( بوصوانة ) أو ما غنموه من بنادق خفيفة من أيادي الايطاليين .. وفي نهاية المعركة وبعد نفاد الذخائر وصل الاستبسال باهالي ترهونة للخروج ومواجهة دروع العدو بشفرات السيوف ليستشهد العديد منهم استبسالا وموت شرف دفاعا عن أراضيهم فكان أن وقعت المدينة في يد الاحتلال الايطالي لعدة عقود إلى أن اندحر الغازي بخروج آخر محتل إيطالي في إجلاء 7 أكتوبر 1970 .