أوردت صحيفة لوفيغاور الفرنسية أن "جون إيف أولييه" وقع أمس كتابه "دون علم أحد" "Ni vu ni connu" الذي يؤرخ لسلسلة وساطات قام بها الكاتب في السر خاصة في بعض دول افريقيا بإيعاز من جاك فوكار مستشار الرئاسة السابق للشؤون الإفريقية في عدد من الحكومات الفرنسية المتعاقبة، وأفضى بعضها إلى نهايات سعيدة جدا ، كالإفراج عن الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا. في ما يلي نبذة عن الكتاب والكاتب وأبرز ما قيل عنهما.

عن الكتاب والعنوان

يقع الكتاب في ثلاثمائة صفحة ، وهو من حجم 153 x 235ملمتر ، أما سعره فيناهز 20 يورو، صادر عن دار "فايارد" للنشر التي تديرها "هاشيت" الشهيرة في باريس.

وقد اختار الكاتب العبارة الفرنسية "Ni vu ni connu" والتي تعني حرفيا أن لا أحد رأى أو سمع ، عنوانا لكتابه ، ويعود تاريخ اشتقاق هذه العبارة  وفق قاموس التعابير المجازية في اللغة الفرنسية إلى القرن السابع عشر للدلالة عن التعبير عن الفرحة التي تعقب إنجاز أمر غالبا بشكل مثير للشكوك وتحت جناح  السرية . و قد كانت العبارة عنوان فيلم فرنسي كوميدي شهير من بطولة الفنان "لويس دوفينيس" وإخراج إيف روبير عام 1958.

كتاب "دون علم أحد"

لم يكن اسم الكاتب "جون إيف أوليفييه" يتردد سوى في الدوائر العليا لبعض الدول كالصين و جنوب افريقيا مرورا بروسيا وقطر والكونغو برازافيل. أما في فرنسا التي ينتمي إليها فلم يكن "جون إيف أوليفييه" معروفا إلا لبعض الخبراء النادرين. ومع معرفتهم بانتمائه للدائرة الرفيعة لرجال الأعمال الدوليين ، فإنهم كانوا يتساءلون عن السر وراء صناعة رجل في الظل كان يتعاطى إلى جانب أنشطته التجارية لدبلوماسية موازية حقيقية ، إلى حد كان يشتبه فيه بالعمل للمخابرات وحتى العمل في تجارة الأسلحة. والحال أن "جون إيف أوليفييه" الخفي المجهول كتب عددا من الصفحات المثيرة من تاريخ نهاية القرن العشرين. وبصفته مقربا من جاك شيراك وصديقا لميشيل روسلان ، لعب "أوليفييه" دورا مهما في الإفراج عن الفرنسيين الأربعة  الذين كانوا لدى حزب الله في لبنان عام 1988. وكمبعوث سلام من مستشار الشؤون الإفريقية للرئاسة الفرنسية جاك فوكارإلى مناطق افريقيا الناطقة بالإنجليزية والبرتغالية ، دشن "أوليفييه" في جنوب القارة الافريقية محادثات سلام توجت بنجاح كبير : لقد قادت إلى الإفراج عن نلسون مانديلا ونهاية الأبارتايد . بروح من الفكاهة والجدية، يروي "جون إيف أوليفييه" حياته كمفاوض سياسي – وهوالتعريف الذي يحب أن يطلقه على نفسه . ويعيد تشكيل صعوده الخاطف من تاجر للحبوب إلى مُتاجر في النفط . يتطرق بتلقائية للظروف التي اختار فيها أن يبدأ مع الصين في عهد ماو وجمهورية جنوب افريقيا الخاضعة للحظر بسبب الأبارتايد ، وعن علاقاته برئيس  الكونغو دونيس ساسو نغيسو واتصالاته بثوار سيئي السمعة كجوناس سافيمبي أو الفونسو دلاكاما . وتكشف الشهادات الواردة في الكتاب مجموعة من الأسرار الصغيرة التي تصنع التاريخ الكبيروذلك بتعبير بديع النبرة والمضمون.

 بعض ما قيل في الكتاب والكاتب

يقول الكاتب أنتن ديالو في صحيفة لإكسبريس الفرنسية عن كتاب " دون علم أحد " ، إنه "وثيقة تاريخة ممتازة لأولئك الذي يحبون معرفة الأسرار الصغيرة التي تقف وراء صناعة  التاريخ الكبير" .

أما جيريمي كوستو ، من تيلي راما ، فقال عنه ، هو "مذكرات حقيقية للموفد الغريب الذي عمل في الظل لوضع حد للأبارتايد والإفراج عن مانديلا".

وفي لوفيغارو ، كتب لورانس هالوش عن " دون علم أحد "، أنه أشبه بـ "رجل خرج مباشرة من رواية للتجسس لجون لوكاري ، إنه جوكر الدبلوماسية الموازية .. هو محير وبنفس القدر مهم "