ولد أبو القاسم الشابي في مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من فبراير عام 1909 في مدينة توزر التونسية، لأب هو الشيخ محمد الشابي الذي قضى حياته الوظيفية في القضاء بمختلف المدن التونسية، وكان يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل، وفي هذا الجو نشأ أبوالقاسم مع إخوته محمد الأمين، وعبد الله، وعبدالحميد.
تلقى الشابي تعليمه الأوليّ في الكتاتيب القرآنية، كما تلقى عن أبيه أصول اللغة العربية ومبادئ العلوم، وفي عام 1921 توجه إلى تونس العاصمة، والتحق بالكلية الزيتونية، وتخرج عام 1927 ليلتحق بكلية الحقوق، وشارك مع الشباب معارك لإصلاح مناهج التعليم، وساعد في تأسيس جمعية الشبان المسلمين والنادي الأدبي في تونس.
كان أبوالقاسم يعلم بمرض قلبه، لكنه امتثالًا لرغبة والده عزم الشابي على الزواج وعقد قرانه، وفي عام 1929 توفي والده ليُثير صدمة عنيفة بداخله، حوّلت قصائده إلى يأس وألم جارفين، وقد كان من الشعراء الذين تغنوا بالمستقبل وآمنوا بالتجديد ورفضوا الجمود والتقليد وسكبوا ذاتهم في واقعهم الاجتماعي فهو يتغنى بالحياة والفن والوطن والطبيعة والثورة.
امتلأت قصائد الشابي مثل "صلوات في هيكل الحب"، "نشيد الجبار"، "أغاني الرعاة" و"تحت الغصون" وغيرها بنزعة تأملية، جعلته يعود مرارًا إلى نفسه مُتأملًا واقعه الاجتماعي، وفي أحيان أخرى استبدت به حالات اليأس والغربة، غير أنه سرعان ما كان يعود إلى هذا الواقع من خلال تجاربه الذاتية وتبعًا لذلك تكونت رومانسيته.
في الخامسة والعشرين من عمره قسا المرض على الشابي، فدخل مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في الثالث من أكتوبر قبل وفاته بسنة، ليتوفى أبوالقاسم الشابي في التاسع من أكتوبر عام 1934، ونقل جثمانه في نفس اليوم إلى مدينة توزر ودفن فيها، وفي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له.

-البوابة نيوز