أعلن المندوب العام للأمم المتحدة برناردينو ليون مؤخرا قائمة الأسماء المقترحة لتشكيل حكومة التوافق الليبية المقبلة، في ظل حالة من الجدل و الإحتجاج طغت على مناخ آخر جلسات الحوار الليبي الذي احتضنه منتجع الصخيرات المغربي رفضا لملابسات و ظروف تشكيل الحكومة الليبية المنتظرة، التي اعتبرها أعضاء البرلمان الليبي المنتخب غير طبيعية و مخيبة للآمال.

و في هذا الإطار، كان ل "بوابة إفريقيا الإخبارية" لقاء مع عضو البرلمان الليبي المعترف به دوليا و كذلك عضو لجنة حوار الصخيرات، الدكتور أبو بكر بعيرة، تحدث فيه عن كل المطبات التي حفت بالحوار الليبي و التي أدت إلى فشله بعد أن تم الإختيار على أسماء بعينها و فق محاصصة حزبية يرفضها الليبيون و برلمانهم المنتخب، وفق تعبيره.

أبو بكر بعيرة الذي التقته "بوابة إفريقيا الإخبارية"، اليوم السبت 10 أكتوبر الجاري، بأحد فنادق الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، شخص كذلك مآلات الحوار الليبي بعد "إعلان ليون" و التحركات المنتظرة للبرلمان الليبي المعترف به دوليا في هذا الخصوص، و التي قد يكون أحد خياراتها تشكيل مجلس عسكري لتولي مقاليد البلاد.

و في ما يلي نص الحوار:

لنبدأ بنتائج الحوار الليبي كما أعلنها برناردينو ليون، فلو توضحون أسباب رفضكم لقائمة الأسماء التي تم اختيارها؟

ما حدث هو أن المشاركين في حوار الصخيرات عقدوا  آخر جلسة لهم انتهت نهاية غير متوقعة و غير طبيعية. مندوب الأمم المتحدة فاجأنا في مؤتمره الصحفي بإعلان حكومة مقترحة للوفاق الوطني الليبي على أسس غير مقبولة كالمحاصصة الحزبية و تواجد أطراف مليشاوية ضمنها، و نحن نرفض هذا الأمر.  كذلك تم الإعلان عن أسماء غير مؤهلة لقيادة البلاد في هذه المرحلة، إضافة إلى تواجد شخصيات جدلية في تركيبة هذه الحكومة لا يمكن أن يقبل بها الليبيون بسبب تاريخها و ماضيها و خاصة بالنسبة للشخصيات الميليشاوية.

ما حدث كذلك هو إجراء تعديلات غير مبررة على مسودة الحوار التي تم الإتفاق عليها سابقا على غرار النقطة المتعلقة بالتنصيص على أن يكون لرئيس الوزراء نائبان فقط لا ثلاثة نواب. و لكل هذه الأسباب اتصل بنا الكثير من الليبيين من مدن الشرق ليعبروا عن إحتجاجهم على ما وقع في الصخيرات مبدين استغرابهم من طرح الأسماء التي تم الإعلان عنها. كما خرج الليبيون في مسيرات عارمة تنديدا بنتائج الحوار، و هو ما سبب لنا إحراجا كبيرا أمامهم، كما عمق هذا الأمر ضبابية المسار السياسي المستقبلي للبلاد.

هل ترون أن تركيبة الحكومة الجديدة هي تركيبة إخوانية بإمتياز، و ما حظوظ إعتمادها؟

هذه الحكومة مقترحة مبدئيا و سوف يتم خلال الأسبوع المقبل عرضها على مجلس النواب لإعتمادها أو رفضها. توجد عدة إشكاليات في تركيبة هذه  الحكومة، إذ يوجد الإخوان و حزب الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، كما تضم شخصيات ميليشاوية.

و بالنسبة لحظوظ اعتمادها، أرى أنها ضعيفة في حال لم يتم تعديلها. معارضة الليبيين لهذه الحكومة مستمرة.

إلى أية جهة تنتمي الشخصيات الميليشاوية التي تتحدثون عنها؟ هل تقصدون تنظيم "فجر ليبيا"؟

أجل هي من "فجر ليبيا"، و نحن لم نوافق عليها.

هل الأسماء المقترحة لتشكيل حكومة التوافق مفروضة من جهات أجنبية، و تحديدا من أمريكا؟

لا ليس من أمريكا فقط، بل من أطراف غير ليبية.  الأسماء المعلن عنها لم يرشحها البرلمان، إضافة إلى أنها تفتقد للكفاءة، كما أنها مشبوهة.

هل يمكن القول إن الحوار الليبي فشل و حسم الأمر؟

أجل مع ليون أعتقد أن الحوار فشل، و لكن الحوار الليبي كخيار استراتيجي سيستمر.  في هذه الحالة سنفكر في بدائل أخرى و هل ستكون هذه البدائل تحت راية الأمم المتحدة؟ أم تحت راية حوار ليبي ليبي، أي حوار داخلي؟.

لماذا لم يتم منذ بداية الأزمة اللجوء إلى تفعيل حوار ليبي ليبي بمنأى عن كل التدخلات الإقليمية أو الدولية؟

هذا الأمر كان صعب التحقق لأن الليبيين احتكموا للغة السلاح لحل خلافاتهم، و لذلك التجأنا إلى المجتمع الدولي.

و ماذا عن دور الجامعة العربية في نتائج و مآلات الحوار الليبي؟

تمت دعوتها أكثر من مرة، و لكن ممثلوها لم يكونوا مواظبين على الحضور و غير جادين. الجامعة العربية لم تقم بأي دور فاعل في الحوار الليبي.

و ماذا عن الدعم التونسي؟ أو بالأحرى ماذا ينتظر البرلمان المنتخب و الليبيون عموما من الجارة تونس التي باركت نتائج الحوار؟

من المفروض أن تبارك تونس هذا الإتفاق لأن هذا الأمر يخرجها من وضع الحرج المتعلق بالأطراف الليبية التي تتعامل معها.

ننتظر من تونس دعم الإستقرار في ليبيا لأن مصلحتهما مشتركة. من المفروض أن تدعم تونس مسار الحوار الليبي حتى يتمكن الليبيون من حل الإشكاليات التي يمرون بها.

إلى أين تتجه الأزمة الليبية خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد فشل نتائج الحوار المعلن عنها منذ أيام؟

إذا نجح الليبيون في استمرار الحوار ستنتهي الأزمة، و لكن في صورة فشل الحوار سيكون مآل ليبيا الدمار و التقسيم.

هل الخطة القادمة هي تقسيم ليبيا مثلما يرى متابعون؟

كلما اشتد تأزم الأوضاع في ليبيا إلا و اتجه تفكير الليبيين صوب أقاليم وطنهم التقليدية و هي كل من برقة و طرابلس و فزان. التقسيم ليس في صالح ليبيا، يجب أن تكون هذه الأقاليم تحت راية دولة واحدة و مستقلة.

تشكيل مجلس عسكري لقيادة البلاد هل يمكن أن يكون خيارا ليبيا واقعيا خلال المرحلة المقبلة؟

قد يتم اللجوء إلى هذا الخيار. خيار المجلس العسكري يبقى مطروحا.

ماهي التحركات المقبلة للبرلمان الشرعي الليبي بعد مقررات حوار الصخيرات؟

نحن نفكر في حلول. البرلمان سيقرر إلى أين يتجه الحوار في المستقبل.