من هذه الأبواب يمرّ الكثيرون، بعضهم يعرف قصّة و تاريخ و أصول هذه الحجارة المتراكمة و المصفوفة بانتظام،فلكل باب من أبواب تونس العتيقة حكايته ،بعضها رسمي تحمله كتب التاريخ،و بعضها الآخر تنسج تفاصيلها من وحي حكايات مازالت راسخة إلى اليوم في الذاكرة الشعبية التونسية، هي ابواب تفتح على الشرق و الغرب و تطلّ على تاريخ البلاد ، مازاللبعضهاوجود فعلي واندثر بعضها الآخر و بقي اسمه يطلق على المكان.

من بين 19 بابا لمدينة تونس لم يبق سوى خمسة نجت من عواد الزمن، أشهرها "باب بحر" بقلب العاصمة تونس، بوابة تفصل زمنين متباعدين تونس العصرية و تونس العتيقة أثر من زمن مضى،بني في عهد الأغالبة، يقع في السور الشرقي للمدينة العتيقة. الباب مبني على شكل قوس. في 1860، وبعد تهديم الأسوار التي اصبحت بلا قيمة. فكك الباب وأعيد تركيبه في مدخل شارع البحرية، بطلب من قنصل فرنسا ليون روشي، والذي كان قد أخذ من باي تونس في 1857 الاذن ببناء مقر القنصلية خارج الاسوار على شارع البحرية.

تروي بعض المعتقدات بان مياه البحر كانت تصل اليه وهو ما لم يحدث قط. ولكنه اخذت تسميته لانه يفتح في اتجاه البحر. وهو في حقيقة الامر تقع قبالة بحيرة تونس مما يسهل الحركة بين المدينة والمرفأ في البحيرة.اخذ باب بحر اسم باب فرنسا خلال الاستعمار الفرنسي لتونس، وهو اسم مازال يستعمل احيانا اليوم. في 1931، تم تهديم البنايات المحيطة بها.في 23 نوفمبر 1925، المقيم العام الفرنسي بتونس لوسيان سان اهدى تمثال الكردنال شارل مارسيال لا فيجري حاملا الصليب. فقررت بلدية مدينة تونس وضعه في الساحة المطلة على باب بحر. فكك سنة 1962 بقرار من العمدة علي البلهوان. ونقل إلى حديقة متحف قرطاج.

في الجهة الشرقية من المدينة العتيقة يوجدباب سويقة كان يقع قرب حي الحلفاوين المجاور لباب العسل وباب الاقواس، بين باب البنات وباب قرطاجنة من الأسوار الداخلية، وبين باب الخضراء وباب سعدون من الأسوار الخارجية للمدينة العتيقة، وكان قد هُدم عام 1861. وهو حاليًا أيضا أحد الأحياء الشعبية لمدينة تونس نسبة إلى ذلك الباب.جاءت تسمية باب سويقة من تصغير لكلمة ساقية. وتوجد فيه العديد من المعالم التاريخية وأهمها على الإطلاق زاوية سيدي محرز وجامع باي محمد وجامع الزرارعية.

عرف هذا الحي خلال الفترة الاستعمارية بانخراطه في حركة النضال الوطني، وشهد العديد من المظاهرات الشعبية الصاخبة، خاصة وقد كانت توجد به مكاتب العديد من زعماء الحركة الوطنية ومن بينها مكتب المحامي الزعيم الحبيب بورقيبة، وصيدلية بن حمودة، ومكتب المحامي صالح بن يوسف...من ناحية أخرى، كان باب سويقة يشهد في شهر رمضان احتفالات ومواكب عديدة حيث توجد فيه العديد من قاعات السهرات الليلية أو ما يسمى «الكافيشانطا» منها صالة الفتح وغيرها.كما كانت ولازالت تقام فيه ملاهي للأطفال خلال شهر رمضان بما يضفي على الأجواء الاحتفالية فيه رونقا خاصا. وكانت مقهى العباسية من اشهر المقاهي في تونس العاصمة، والجدير بالذكر انها كانت ملتقى الادباء والفنانين والرياضيين واحبائهم.

غير بعيد عن باب سويقة تجد باب سعدون، بني حوالي سنة 1350 ، وقد جاء اسمه من اسم رجل صالح يدعى سيدي أبو سعدون، كان يسكن قربه في القرن الخامس عشر ميلادي.بنيت سقاية هذا الباب سنة 838هـ/1434م في عهد السلطان الحفصي محمد المنتصر.يفتح هذا الباب على طرق باجة وبنزرت والكاف. كان في الاصل يحتوي على قوس واحد، وأصبح منذ سنة 1881 بثلاثة أقواس تهيئة له للتجارة. ويوجد بين باب السويقة وباب سعدون،باب الأقواس غير بعيد عن حي الحلفاوين والزاوية البكرية. أورد بشأنه ابن أبي دينار في كتاب المؤنس أنه اندثر مع السور القديم لمدينة تونس.باب البنات، وهو خامس باب يُفتح في أسوار المدينة بين عامي 1228 و1249 م، وهو حاليًا مهدّم. سمي بـباب البنات لأن السلطان أبو زكريا الحفصي (1223ـ1249) استبنى بنات عدوه يحيى بن غارية الثلاث ورباهن في قصر واقع قرب هذا الباب. كان دور هذا الباب هو فصل مدينة تونس العتيقة عن حي الأقارب المسيحيين للسلاطين الحفصيين.

باب الجديد أو الباب السادس كما يعرف قديما أحدث في أسوار المدينة في عهد السلطان يحيى الحفصي سنة 1278 م، وسمي بذلك باب جديد.تضرر هذا الباب خلال الفتنة الباشية الحسينية في الربع الثاني من القرن الثامن عشر، وقد وقع تجديده في عهد علي باي بن حسين سنة 1769م.يفتح على شارع بنفس الاسم، يعرف ايضا باسم باب الحدادة، لأن الباب ينفذ إلى سوق الحدادة.أحدأقدم أبواب المدينة العتيقة إطلك عليه باب الجزيرة. كان ينفذ منه إلى القيروان والوطن القبلي. سمي بـباب الجزيرة نظرا لأنه ينفذ إلى شبه جزيرة الوطن القبلي.

شمال المدينة العتيقة نجد باب الخضراء بني حوالي 1320 على شكل قوس بسيط. هدم وأعيد بناؤه على شكله الحالي في 1881 لتسهيل المبادلات التجارية.اسمه هو أحد تسميات مدينة تونس، ولكنه يحمل الاسم أيضا بسبب البساتين الخضراء التي تمتد من السور إلى حدود أريانة وقرطاج.أماكن بالعاصمة تونس ما زالت تعرف باسم أبوابها (باب بحر، باب سويقة، باب سعدون، باب الخضراء) لكن عديد الأبواب سقطت من ذاكرة التونسيين بعد أن تغيّرت بمخطط التهيئة العمرانية على غرار باب العلوج و هو باب كان يفتح على حي العبيد البيض, وكان قديما يسمى باب الرحيبة وهو شارع طويل يربط في العهد الحفصي بين قصر القصبة والحدائق الملكية برأس الطابية وأبي فهر والعائلات الحفصية في حي الرحبة الذي اتخذ اسم ربط العلوج فيما بعد. و باب القرجانيهو باب الولي الصالح سيدي علي القرجاني الذي تم دفنه في المقبرة الملاصقة للباب والتي تحمل بدورها اسم الولي.