في أعقاب ثورة 30 يونيو ،التي أنهت حكم جماعة الإخوان في مصر،والبلاد تشهد تمدد النشاط الجهادي،داخل المدن المصرية و خارجها في شبه جزيرة سيناء،حيث تشكل الأخيرة،مركزا لأهم الجماعات الإرهابية المسلحة في البلاد،على رأسها جماعة أنصار بيت المقدس.غير أن تنظيما أخر لا يقل خطورة و تطرفا ينشط في المدن الداخلية و في العاصمة،القاهرة،جماعة أجناد مصر،التي نف\ت من تشكلها العديد من العمليات استهدفت فيها رجال الشرطة،كان أخرها زرع عبوة ناسفة، غرب القاهرة، أدت إلى مقتل ضابط في قطاع المفرقعات، أثناء تفكيكها أمس الثلاثاء،6 يناير2015.

و قد تبنت الجماعة الحادثة في بيان عبر حساب منسوب لها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"،و قالت : "بحمد الله فتح الله اليوم علی جنودنا الأبطال باختراق محيط قسم الطالبية المحصن وزرع عبوة ناسفة مستهدفة ضباط الأجهزة، وقد عبثوا مع عبواتنا مغترين بتفكيكهم لعدة عبوات مؤخرًا وكان آخرها العبوة المستهدفة لضباطهم قرب سينما رادوبيس في شارع الهرم (غرب العاصمة)، ولم يصدقوا أنه قد حانت لنا فرصة تفجيرها فيهم".وأضاف البيان أن "الخوف علی المارة من المسلمين دفعها أن تكون عبوة اليوم صغيرة ودون شظايا".وتابع: "وكعادتهم لم يتعلموا الدرس ولم تجد مع عبوتنا وسائل التشويش والتفكيك ولا الثياب المضادة للتفجير فهلك ضابط وأصيب آخرون".

فما ما هي جماعة "أجناد مصر" ؟

في 24 يناير 2014 ،ظهرت الجماعة لأول مرة إلى العلن،حين نشرت بيانا على المواقع الجهادية في الانترنت،و أنشأت لها صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.و في نفس الشهر، أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن تفجيرين استهدف أحدهما قسم شرطة "الطالبة" بالجيزة، بينما استهدف الآخر محطة مترو "البحوث" في الدقي. ونقل موقع "البوابة نيوز"، الذي يديره الإعلامي عبد الرحيم علي، أن جماعة "أجناد مصر" تشكلت أساساً من شباب جماعة "الإخوان المسلمين"، التي أعلنتها السلطات المصرية "تنظيماً إرهابياً" في 26 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.ولفت الموقع نفسه، في تقرير ، إلى أن هذه الجماعة، وغيرها من الجماعات التي انبثقت عن جماعة "الإخوان"، كان يتم إعداد أفرادها لتشكيل قيادات ما يُسمى "الجيش المصري الحر"، في شبه جزيرة سيناء، أثناء تولي مرسي رئاسة مصر.

في 2 أبريل 2014،أعلنت الجماعة،مسؤوليتها عن موجة التفجيرات التي وقعت أمام جامعة القاهرة ، والتي أسفرت عن مقتل ضابط رفيع في وزارة الداخلية، إضافة إلى جرح خمسة ضباط آخرين، أحدهم برتبة لواء. وذكرت الجماعة، في بيان لها مساء الأربعاء، أن هذه التفجيرات تأتي ضمن "حملة القصاص حياة"، في إشارة إلى قيام قوات الأمن بقتل العشرات من أنصار الرئيس "المعزول"، محمد مرسي، في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر"، في أغسطس/ آب الماضي.ولفت البيان، الذي أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أن الضابط القتيل، العميد طارق المرجاوي، رئيس مباحث غرب الجيزة، كان أحد المشاركين في فض "اعتصام النهضة"، وأكدت الجماعة استهداف كبار قيادات الأمن المتمركزة قرب ميدان النهضة.

في مايو 2014، قضت محكمة مصرية بإدراج "أجناد مصر"، التي تبنت عددًا من التفجيرات في البلاد، كـ"جماعة إرهابية".لاحقا،و في ديسمبر 2014،قررت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، إدراج جماعة «أجناد مصر»، ضمن قائمة التصنيف الخاص للإرهاب الدولي. ووصفت الخارجية الأمريكية «أجناد مصر» بـ«مجموعة متطرفة عنيفة»، لافتة إلى تدشينها في يناير 2014، بعد انشقاقها عن جماعة أنصار بيت المقدس.كما اتهمت «أجناد مصر» بشن العديد من الهجمات على قوات الأمن في مصر بالمباني الحكومية والأماكن العامة والجامعات، الأمر، الذي أسفر عنه إصابة أو قتل «المارة الأبرياء».

في أكتوبر 2014،تبنت هجوما وسط استهدف عناصر الشرطة المصرية أوقع ما لا يقل عن 13 جريحا و قالت بأن العملية "جاءت للثأر لمئات المتظاهرين المناصرين للرئيس السابق محمد مرسي والذين قتلوا في مواجهات مع الأمن منذ عزله في تموز/يوليو "2013. تبريرات جعلت الكثير من المراقبين،يؤكدون وجود علاقات تنظيمية بين الجماعة و جماعة الإخوان المسلمين.في السياق نفسه،كان عمرو عمارة، منسق حركة «إخوان منشقون» قد كشف في وقت سابق عن أن جماعة أجناد مصر «جزء من الإخوان المسلمين»،وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة «المصري اليوم»،أن «(أجناد مصر) هي الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، وهي من تقف وراء عدد كبير من عمليات استهداف الجيش والشرطة خلال الفترة الماضية، وقد جاءت بياناتها الأخيرة لتؤكد الارتباط القوي بين الإخوان وبينها»، لافتًا إلى أن الجماعة كانت تتحسب «لأن قدرتها على الحشد ستتراجع بشكل كبير، ومن ثم فلم يكن أمامها إلا الارتباط بعدد من المنظمات التكفيرية والجهادية وتوظيفها للضغط على الدولة لانتزاع تنازلات منها».وقال حسين عبد الرحمن، مؤسس حركة «إخوان بلا عنف»، إن مجموعات شبابية من الإخوان «تلقت تدريبًا عسكريًا في غزة على أيدي قادة العمل العسكري في حركة حماس»، مشيرًا إلى أن هؤلاء الشباب «يمثلون العمود الرئيسي لتلك الحركات التي ترتكب عمليات إرهابية بحق المصريين».