بعد ثلاثين عاما من النشاط السياسي في السرية والعلن رحل المناضل التونسي رشيد العبيدي إثر أزمة قلبية مفاجأة يوم الاثنين تاركا وراءه مسيرة طويلة من النشاط وأحلاما كثيرة لم تتحقق في واقع عربي بالتأكيد أن كان مساهما في أزمة وفاته.
عاش العبيدي زاهدا في نفسه متعففا على المناصب التي كانت هاجسا مرضيا لكل السياسيين في تونس وغيرها من الدول العربية، فاختار أن تكون الساحات العامة هي فضاءه المفضل إلى جانب أبناء الشعب من الطلبة والعمال البسطاء.
يقول المقربون إنه لم يغب يوما عن مسيرة مدافعة عن وطنه الصغير تونس وعن وطنه العربي الكبير، وكان دائما رافعا فوق رأسه الكوفية الفلسطينية إيمانا منه بأن فلسطين هي أم القضايا والجرح الدائم لكل العرب وكان متفائلا دائما بأن لحظة النصر قادمة رغم النكبات الكثيرة.
رشيد العبيدي كان متأثرا بكبار القادة العرب مثل جمال عبدالناصر والعقيد معمّر القذافي وغيرهما، كما كان صديقا لقوى الثورة في العالم ومعتبرا أن منطقتنا منفتحة على المؤمنين بقضاياها وداعمين لها في وقت أصبحت فيه شبه يتيمة في العالم.
ويعتبر رشيد العبيدي من أبرز الشخصيات القومية في تونس نشط قبل الثورة ضمن الحركات السرية منذ سبعينات القرن الماضي، ثم كانت له تجارب تنظيمية علنية بعد ثورة يناير 2011 في بلاده أين كان من مؤسسي حركة الشعب وأهم نشطائها القاعديين.