"إنه ﺧﻼﺀ ﻣﻘﻔﺮ ﻗﺎﺣﻞ ﻟﻤﺴﺎﻓﺔ 300 ﻛﻢ .. ﻻ أﺛﺮ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ فيه  .. ﺻﺤﺮﺍﺀ ﻣﻤﺘﺪﺓ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻻﻓﻖ"، بهذا الكلمات يبدأ أحد المحررين من قبضة العصابات التشادية في وصف المكان الذي وضع فيه.
   ويضيف المختطف المحرر الذي رفض ذكر إسمه لأسباب أمنية بالقول: "ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺒﻮﺍﻧﻴﺲ ﻗﺎﺩﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺔ ﺯﻟﺔ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﻮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﺠﻔﺮﺓ ﻛﻌﺎﺩﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﻟﻤﻮﺍﺳﺎﺓ ﺍﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺯﻟﺔ وﺍﻟﻔﻘﻬﺎ وﺍﻟﺰﻳﻐﻦ وﺗﻤﺴﻪ وﺍﻟﺠﻔﺮﺓ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﺮﺍﺡ " ﺍﻟﻘﺎﻑ " ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ  أي ﻋﺎﺑﺮ ﺟﺪﻳﺪ  فأﻭﻗﻔﻮﻧﺎ" 
ﻭتابع قائلا: "ﻗﺪ ﺳﺒﻘﻨﺎ ﺍﺻﻴﻞ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺭﻫﻴﻨﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺎﻟﺒﻬﻢ .. ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﺎﺻﺎﺑﺘﻪ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﺼﻢ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻗﺘﺎﺩﻭﻧﺎ ﺍﻟﻰ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺟﻨﻮﺑﺎ  ﻭﻋﺒﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﻟﻤﻨﻄﻘﺘﻲ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎ وﺗﻤﺴﻪ ﺛﻢ ﺟﻨﺤﻮﺍ ﺑﻨﺎ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻄﺮﻭﻥ ﻭﺧﻂ ﻣﺮﺯﻕ - ﺗﻤﺴﻪ ﻣﺴﻘﻮﻳﻦ ﻣﺠﺪﻭﻝ ﻭﻋﻨﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺣﺠﺮﻳﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺱ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻏﺎﺑﺔ ﻧﺨﻴﻞ  ﺗﺮﺑﻮ  ﺍﻭﺩﻋﻮﻧﺎ ﺭﻫﺎﺋﻦ".
  ويقول المختطف المحرر: "ومن هنا  ﺑﺪﺃﺕ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻀﺮﺑﻮﻧﻨﺎ ﺻﺒﺎﺡ ﻣﺴﺎﺀ ، ﻭﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻨﺎ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺄﻫﻠﻨﺎ ﻋﺒﺮ ﻫﺎﺗﻒ " ﺛﺮﻳﺎ " .. ﻭﺇﺑﻼﻏﻬﻢ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﺍﻻﺗﺎﻭﺓ ﻭﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭﻣﺎئتي ﺍﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺧﻼﻝ ﻣﻬﻠﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻳﺎﻡ ، ﻭﻫﺪﺩﻭﺍ ﺑﻘﺘﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺍﻭ ﺍﻟﻤﻤﺎﻃﻠﺔ ".
مضيفًا بالقول: "ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻳﻀﺮﺑﻮﻧﻨﺎ ﺑﺴﺎﺩﻳﺔ ﻣﻔﺮﻃﺔ ﻻ ﺍﻇﻦ ﺍﻧﻬﺎ ﺑﻐﺮﺽ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻫﻠﻨﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻡ ﻟﻀﻐﻴﻨﺔ ﺗﺤﺘﺒﺲ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻟﻐﺘﻬﻢ ﻟﻐﺔ ﺍﻫﻞ ﺗﺸﺎﺩ" 
وتابع قصته بالقول: "ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻬﺎﻟﻮﺍ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺒﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻴﻘﻨﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺄﻭﻩ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻻﻟﻢ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ، ﻧﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ ﺍﻫﻞ ﻣﺎﻝ ﻭﺛﺮﻭﺓ ﻣﻦ ﺍﻳﻦ ﻷﻫﻠﻨﺎ ﺍﻥ ﻳﺪﻓﻌﻮﺍ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻫﻢ ﺣﺎﺋﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻟﻘﻤﺔ ﻋﻴﺶ ﻳﻮﻣﻬﻢ ﻭﻫﺎ ﺍﻧﺎ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ، ﺑﻼ ﻋﻤﻞ ، ﻭﻻ ﻣﻨﺰﻝ ، ﻭﻻ ﺳﻴﺎﺭﺓ ، ﻭﻟﻢ ﺍﺗﺰﻭﺝ ﺑﻞ ﻭﻻ ﺍﻓﻜﺮ ﻟﻀﻴﻖ ﺣﺎﻟﻨﺎ". 
ﻭيضيف قائلا: "ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺷﺘﺪ ﻧﺰﻗﻬﻢ ﺍﺑﺪﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻻﺗﻘﺎﺀ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻗﻔﺰ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻤﻜﺒﻞ ، ﻭﺻﺎﺭ ﻳﻐﺮﻏﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺘﻢ ﺍﻧﻔﺎﺳﻪ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻛﻪ ﺻﺎﺭ ﻳﺴﻌﻞ ﺑﺸﺪﺓ ، ﻭﺍﻧﺘﺎﺑﺘﻪ ﺷﺮﻗﻪ ﺣﺎﺩﺓ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻄﻖ ﺳﻮﻯ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﺭﻭﺣﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. " ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ .. " ﻭﺗﻮﻗﻒ ﻧﺒﻀﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻛﻠﻔﻮﻧﺎ ﺑﺈﺑﻼﻍ ﺍﻫﻠﻨﺎ ﺑﻮﻓﺎﺗﻪ ، ﺛﻢ ﺩﻓﻨﻪ ، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻣﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻥ  ﻭﺻﻠﻴﻨﺎ ﺛﻼﺛﺘﻨﺎ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻨﺎﺯﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ"
مشيرا بالقول: "ﺍﻟﻤﺮﻳﺐ ﺍﻧﻀﻤﺎﻡ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﻃﻔﻴﻦ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﻟﻠﺼﻼﺓ".
 ويختم المختطف المحرر قصته بالقول: "ﻫﺬﺍ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻗﺪ ﺗﻜﺮﺭ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻣﺮﺍﺭﺍ  ﻭﻻ ﻧﺪﺭﻱ من ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ... ﻫﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻭﻝ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﺧﺘﻄﺎﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﺎﺕ ﻳﻨﻌت ﺑـﻣﺜﻠﺚ ﺑﺮﻣﻮﺩﺍ: ﺍﻟﺰﻳﻐﻦ، ﺗﻤﺴﻪ، ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء".