يعد اليوم ربما الأكثر ظهورا على وسائل الإعلام ضمن آل القذافي، بعد أن كان من أكثر الدبلوماسيين سرية "للزعيم" - الذي بقي وفيا له لما يقرب من خمسة وأربعين عاما، أولا كعضو ضمن حرسه المقربين ثم كمبعوث متجول. بِبِدله "البريطانية للغاية"، جاب مختلف عواصم العالم حاملا رسائل ابن عمه في سبيل نزع فتيل بعض القضايا الحساسة: في عام 1989، بعد الهجوم على يوتا DC-10، كان هو الذي ذهب سرا الى قصر الإليزيه في محاولة لنزع فتيل الفضيحة.
هو قذافيٌ، بكل تأكيد، ولكن ليس إلى أقصى الحدود. في 24 فبراير 2011، استقال أحمد قذاف الدم ولجأ إلى العاصمة المصرية، مؤكدا أنه ليس على اتفاق مع ابن عمه بشأن الطريقة التي تدار بها الأزمة الليبية. ووفقا لأقواله، كان حاول مع الدكتاتور، إلى حد إقناعه، في مارس 2011، بالتنحي إذا توقف الغرب عن عمليات القصف – ولكن الغرب لم يكن يريد أن يسمع أي صوت آخر.

منفاه المصري

حتى في المنفى، بقي على اتصال مع القوى السياسية الجديدة. قال من شقته الفاخرة على ضفاف النيل في حي الزمالك ، إنه يعد مسارا سياسيا ثالثا - لا ثوريا ولا إسلاميا ... هو قذافي، في الواقع. لكن في مارس 2013، كاد منفاه الذهبي ومشاريعه تقترب من نهايتها. فبينما حاولت الشرطة المصرية القبض عليه في منزله - بناء على أوامر من محمد مرسي، الذي كان يريد تسليمه - أطلق حراسه الشخصيون النار على الشرطة. وبعد اتهامه بالشروع في القتل واستخدام الأسلحة النارية بشكل غير قانوني، تمت تبرئته أخيرا في ديسمبر كانون الأول من العام نفسه.
وفي الآونة الأخيرة، في يناير كانون الثاني عام 2015، تحدث قذاف الدم على قناة دريم 2 المصرية ، انتقد فيها بشكل عابر سيسيليا ساركوزي، السيدة الأولى الفرنسية السابقة (بسبب ما تحدثت عنه في كتابها : "رغبة حقيقة" عن "الديكتاتور") وقال ، لديها غول .. من قد يرغب فيها حقا ؟" .
أحمد قذاف الدم دافع بالخصوص عن المشروع الإقليمي للدولة الإسلامية، قائلا: "كان يجب أن تنجز هذه المبادرة قبل خمسين عاما. نحن (العرب) الأمة الوحيدة التي لم تجد مكانها على الأرض بسبب انقاساماتنا. أصبحت تركيا دولة قومية. الفرس قامت لهم دولة إيران ... أين هي الدولة العربية؟ "
في يوليو 2015، ثار ضد حكم الإعدام الصادر بحق سيف الإسلام، الابن الأصغر "للزعيم" والعديد من رموز النظام السابق. وقبل بضعة أسابيع أيضا، انتقد تشكيل حكومة وحدة وطنية، المفروضة برأيه من قبل الأمم المتحدة، والتي تستثني قبيلته السابقة.
مساجلات تذكرنا حتما بابن عمه، والذي يبدو التشابه الجسدي معه لافتا للنظر بشكل كبير. قذافيٌ يوما ، قذافيٌ دائما...