ساد هدوء غريب أسواق المال البريطانية، أمس، إثر الرفض الواسع للنواب البريطانيين لاتفاق بريكست الذي يضيف غموضاً إلى الغموض، ويثير أعلى درجات القلق في عالم الشركات التي تتحسب «للسيناريو الأسوأ» لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق.
وشهدت بورصة لندن تراجعاً محدوداً بنسبة 0,65% خلال التداولات بعد تردد في المبادلات الأولى. كما راوح الجنيه الاسترليني مكانه تقريباً الأربعاء أمام اليورو والدولار، وذلك بعد أن خسر أكثر من 1% مساء الثلاثاء قبل أن يتعافى.
وشهد الجنيه الاسترليني موجة تقلبات بين الانخفاض والارتفاع، وانخفض اليورو إلى أدنى مستوى له في سبعة أسابيع مقابل الاسترليني وتراجع مقابل الدولار بفعل مخاوف بشأن اقتصاد منطقة اليورو. ونزل اليورو 0.3% مقابل الاسترليني في المعاملات المبكرة، وسجل أدنى مستوى له خلال سبعة أسابيع عند 88.44 بنس، ثم جرى تداوله عند 88.57 بنس.
ولخص مارك كارني، حاكم بنك إنجلترا، خلال جلسة استماع الأربعاء، أمام لجنة المالية في البرلمان البريطاني، الوضع بقوله: «السوق بحالة انتظار». وحذَّر من أن الأسواق المالية من المحتمل أن تتعرض لتقلبات شديدة وأن عدم التوصل إلى اتفاق «بريكست» يمكن أن يسبب كساداً اقتصادياً أسوأ من الأزمة المالية العالمية في 2008.
وأضاف: «يبدو أن هناك بعض التخمينات بشأن تمديد مسار (بريكست)، وتراجعاً في أفق غياب الاتفاق». وقال كونور كامبل، المحلل المالي في لندن: «يسود الآن الأسواق البريطانية هدوء غريب». وكان ذلك واقع الحال صباح الأربعاء، خصوصاً في قاعة أسواق الوسيط آي جي بقلب مدينة لندن المالية، بعد تصويت معروفة نتائجه مسبقاً، حيث حافظ المتعاملون على هدوئهم.
وتراجع التركيز على الجنيه الاسترليني، ليتركز الاهتمام على البورصات الأوروبية والثنائي اليورو والدولار. وكان المستثمرون يتوقعون الفشل الذي مُنيت به رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مساء الثلاثاء في البرلمان، وهم يتفادون حتى الآن اتخاذ قرارات في السوق بالنظر إلى مناخ الشكوك السياسية الكبيرة.
وبدا التشوش على العديد من أصحاب الشركات الذين يخشون أكثر من أي وقت مضى احتمال حدوث «بريكست» دون اتفاق وانعكاسات ذلك الضارة على الاستثمار وسوق العمل.
وقال مايك حواص، المدير العام لجمعية صانعي السيارات وبائعيها مساء الثلاثاء بعد تصويت البرلمان: «الشركات تحتاج يقيناً، ويتعين على القادة السياسيين بذل كل ما بوسعهم لمنع أضرار غير قابلة للإصلاح» في صناعة السيارات.