يستمر خروج مئات المدنيين من عائلات داعش وعناصر التنظيم من آخر المعاقل الداعشية في الباغوز شمال شرق سوريا، باتجاه مخيمات تحت إشراف قوات سوريا الديمقراطية.
إلا أن الفيديوهات التي طفت إلى السطح الإعلامي، فاجأت العديد من المشاهدين لآخر القلاع الداعشية تتهاوى بعد سنوات من نشر "التطرف" في العديد من الأرجاء السورية والعراقية.
فبعض النساء الخارجات ممن التقتهن العربية أكدن أنهن لم يكن ليخرجن لولا طلب زعيم داعش أبو بكر البغدادي.
كما هتفت أخريات شعار داعش الشهير "باقية وتتمدد"، في حين تحلق بعض الأطفال حولهن مرددين نفس الشعار.
إلى ذلك، ظهرت إحدى نساء داعش في مقابلة مع قناة "روداو" الكردية العراقية، مؤكدة أنها خرجت لتربي أجيالاً من "الدواعش"!
وبين طفرة تلك المشاهد الصادمة وتأكيدات من سوريا الديمقراطية على أن معركة الحسم ضد داعش اقتربت، وأن التنظيم بات في لحظاته الأخيرة، أتى تصريح قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، ليطلق صفارة إنذار.
مشكلة أجيال خطيرة
فقد أكد الجنرال جوزيف فوتيل الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، الخميس، أنه على الرغم من أن مسلحي داعش يخسرون آخر أراضيهم في سوريا، فإن المتطرفين الذين لا يزالون غير مكسورين ومتطرفين، ويمثلون "مشكلة أجيال خطيرة".
وصرح فوتيل أمام الكونغرس أن تدمير قاعدة "الخلافة" يعد إنجازاً عسكرياً ضخماً إلا أن انتهاء القتال ضد داعش والتطرف العنيف لا يزال بعيداً، ومهمتنا لا تزال كما هي، مؤكداً أن المتشددين الخارجين من آخر معقل للتنظيم في شمال شرقي سوريا، الباغوز، لم يتوبوا أو ينكسروا بعد.
وأضاف أنه ما لم يتم التعامل مع داعش وأيديولوجيته بشكل صحيح، فسوف يزرع بذور التطرف العنيف في المستقبل.
يذكر أنه على وقع التقدم العسكري لقوات سوريا الديمقراطية، خرج نحو 58 ألف شخص منذ ديسمبر الماضي من مناطق التنظيم، بينهم أكثر من 6 آلاف مقاتل تم توقيفهم، بحسب آخر إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتطرح مشكلة عائلات عناصر داعش، لا سيما الغربيين منهم، معضلة بالنسبة للعديد من البلدان الأوروبية وحتى أميركا التي ترفض استرجاع العناصر أو عائلاتهم، ويطالب العراق على سبيل المثال بمحاكمتهم أو الإبقاء عليهم في سجون قوات سوريا الديمقراطية.
المصدر: العربية نت