معاناة أصحاب المعاشات في مصر مأساة تتكرر شهريا، حيث يعانوا من بيروقراطية شديدة في التعامل معهم من قبل موظفي التأمينات ولا أحد يراعي شيبتهم وتقدمهم بالعمر، حيث يقفوا في الطوابير بالساعات للحصول على بضعة المئات من الجنيهات التي لا تشبع من جوع، إضافة إلى العديد من المشكلات الأخرى التي تواجههم ويستغيثون منها ولكن لا حياة لمن تنادي ولا أحد يسأل عنهم.

والتقت بوابة أفريقيا الإخبارية بمجموعة من أصحاب المعاشات لمعرفة مشاكلهم، حيث التقينا بالحاج أحمد عبد الرحيم حمد صرح لبوابة أفريقيا قائلا أنه يطالب الحكومة بمراعاة أدمية المواطن في بلده ومراعاة كبر سن أصحاب المعاشات الذين يعانون من أمراض عدة مثل الضغط والسكر ويصعب عليهم تحمل الضغط العصبي والانفعال الذي يحدث كل شهر أثناء صرف المعاشات، فكيف لشخص تعدى الستون والسبعون عاما أن يقف على قدمه في طابور بال4 وال5 ساعات هل يرضي أحد هذا، في شرع من يتم تعذيبنا إلى هذا الحد.

بينما يقول الحاج إبراهيم عبد القادر لبوابة أفريقيا أن هناك ملايين من المواطن المصريين أصحاب المعاشات أفنوا سنوات عمرهم في خدمة الدولة‏,‏ وبدلا من أن يعاملوا معاملة آدمية بمنحهم حقوقهم التي خصمت من مرتباتهم طوال الخدمة ليعيشوا حياة كريمة ما تبقي من العمر‏، يحصلون علي معاشات هزيلة لا تكفي أدني متطلبات الحياة، إضافة إلى إهانتهم بالوقوف في طابور غير أدمي يهين كرامة الإنسان بلا داعي، وأكد أن كل شهر يصاب الكثيرين من أصحاب المعاشات بالإعياء الشديد ويفقدون الوعي من وقفتهم في الطابور ولا أحد يرحم شيبتهم أو مرضهم، وتساءل عبد القادر، بعد إقرار الحد الأدنى للأجور لماذا لم يتم إنصاف أصحاب المعاشات.

في حين قال البدري فرغلي رئيس اتحاد أصحاب المعاشات في مصر أن هناك خلل جسيم في منظومة المعاشات وأصحاب هذه الفئة ضحية الأنظمة السابقة ولا توجد عدالة اجتماعية تشمل أصحاب المعاشات حتى الآن, ورفع الحد الأدنى للأجور يجب أن يواكبه رفع الحد الأدنى للمعاشات طبقا للقانون المعاش يساوي80% من الأجر وهذا يعني أن الحد الأدنى الذي هو1200 جنيه يساوي حدا ادني للمعاش960 جنيها.

كما أضاف البدري فرغلي أن هناك كارثة أخرى يواجهها أصحاب المعاشات وهي كارثة سرقة أموال المعاشات التي تحدث كل فترة ولا تحاول الحكومة حل تلك المشكلة أو التصدي لها للمحافظة على حقوق أصحاب المعاشات الذين يذوقوا الهوان والذل في الحصول على بعض جنيهات قليلة لا تكفي فتات العيش.