وصل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، السبت، إلى العاصمة الأردنية عمان، في زيارة رسمية، يجتمع خلالها مع العاهل الأردني الملك عبدالله ابن الحسين ويجري محادثات مع رئيس الوزراء عمر الرزاز. بحسب ما أعلن مكتب رئيس المجلس الرئاسي الإعلامي. 

واستقبل رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز السراج لدى وصوله إلى مطار ماركا العسكري، وفقًا لما نقلتهُ وسائل إعلام أردنية. وأقيمت للسراج مراسم استقبال رسمية قبل أن يتوجه والوفد المرافق له إلى مقر إقامته بالعاصمة عمان حيث ستبدأ المباحثات الرسمية صباح يوم الغد الأحد. 

ملفات

وسيبحث السراج مع الحكومة الأردنية العلاقات الثنائية، وينتظر أن تطرح عدة ملفات أبرزها الديون المستحقة للمستشفيات الأردنية على المرضى الليبيين. 

وأوضح المكتب الإعلامي التابع للجنة وزارة الصحة الليبية الخاصة بالأورام بالمملكة الأردنية الهاشمية، في وقت سابق، أن هذه الزيارة تأتي للوقوف على حل الأزمة الليبية المتعلقة بالديون، إلى جانب متابعة كافة الملفات العالقة، وأوضاع المرضى والخدمات العلاجية المقدمة لهم. 

وكانت الحكومة الأردنية، أعلنت أن نظيرتها الليبية ستدفع 125 مليون دولار إلى المملكة لتسديد جزء من مستحقات المستشفيات الخاصة بالأردن. وقال رئيس جمعية المستشفيات الخاصة فوزي الحموري لصحيفة الغد الأردنية، الأسبوع الماضي، إن الدفعة المقبلة ستشكل 50% من إجمالي المستحقات المالية على الحكومة الليبية والبالغة 250 مليون دولار. 

وأشار الحموري إلى أن أصل المبلغ كان يبلغ 350 مليون دولار لينخفض إلى 250 مليون دولار بعد الخصومات والتدقيق. ولفت الحموري الانتباه إلى فائدة تلك المستحقات المالية على المستشفيات التي ستزيد من نشاطها الاقتصادي إضافة إلى تطوير القطاع الصحي الموجود في المملكة. 

وكانت جمعية المستشفيات الخاصة طالبت الحكومة الليبية منذ سنوات بدفع فواتير علاج الليبيين الذين تعرضوا لإصابات في الحرب التي دارت هناك بعد اندلاع الأزمة في الـ17 من فبراير 2011. 

لقاء مرتقب

ويتزامن وصول رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج، إلى العاصمة الأردنية مع تواجد القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، وتوقعت تقارير إعلامية تمكن الأردن من تحقيق اختراق على صعيد الأزمة الليبية المتفاقمة، من خلال محاولة عقد اجتماع مصالحة بين الطرفين. ونقلت "إرم نيوز"، عن مصادر دبلوماسية تأكيدها، أن السراج وحفتر "سيعقدان لقاءات يوم غدٍ الأحد". 

وكان المشير حفتر وصل إلى العاصمة الأردنية في وقت سابق، ونشر السفير الليبي في عمان، الدكتور محمد البرغثي، صورة على حسابه بموقع "فيسبوك"، جمعته مع المشير خليفة حفتر مساء الأربعاء، حيث علق عليها بالقول:"لقاءٌ مع المشير خليفة بالقاسم حفتر، القائد العام للجيش الليبي، وحديثٌ حول الوطن وبناء الدولة". 

ووفق البرغثي، فإن حفتر أكد حرصه على وحدة الوطن، والحفاظ على أمنه، والتزامه بإجراء الانتخابات واحترامه للتداول السلمي للسلطة، مشيرًا إلى أن تلك "أمورٌ بالغة الأهمية يجب البناء عليها، لكونها تُمثل الأسس التي ينبغي أن تُبنى عليها الدولة الوطنية المأمولة". 

وتلوح بوادر تقارب بين السراج وحفتر في الفترة الأخيرة اتضحت عقب اجتماع باليرمو، الذي أكد خلاله حفتر على دعمه لبقاء السراج في منصبه. 

ويرى مراقبون أن اللقاء المرتقب يؤشر إلى جهود أردنية عالية المستوى تبذل لحل الأزمة الليبية، استنادًا إلى العلاقات الطيبة التي تجمع الأردن بالأطراف الليبية. كما أنها تأتي في إطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إيجاد مخرج سياسي للأزمة الليبية. 

وتراوح الأزمة الليبية مكانها منذ حوالي سنتين ونصف السنة على توقيع اتفاق الصخيرات، رغم اللقاءات التي جمعت رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بالقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر في كل من باريس وأبوظبي ومؤخرا في باليرمو، بالإضافة إلى جهود تقودها دول الجوار.