الحديث عن الأغاني المغربية التي حققت نجاحا في السنوات الأخيرة، وباتت على لسان ملايين المغاربة وحتى الجمهور العربي في مختلف أقطار العالم العربي، يجرنا بالضرورة إلى أسماء معينة، استطاعت أن تحقق نجاحا ملموسا، سواء من حيث الكم أو النوع، وهو ما يعكس من جهة أخرى، موجة جديدة من الأغاني الجديدة في الساحة الفنية المغربية، أعطت نفسا جديدا للأغنية المغربية، وأشعلت بالمقابل نوعين من السباق، الأول يمكن وصفه بصراع فرض الذات بين الجيل الجديد من المغنين الشباب، إزاء رواد الأغنية المغربية الأوائل، والسباق الثاني هو منافسة شرسة بين فناني الجيل الجديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا عبر شبكة تبادل الفيديوهات "يوتيوب"، والذي يتجلى من خلال عدد المشاهدات والزيارات والإعجابات، والتي لا تقل أهمية في إعطاء وزن في الساحة الفنية، لهذا الفنان أو ذاك.

ولعل من بين الأسماء التي تتبادر إلى الذهن بمجرد الحديث عن الأغاني المليونية، إسم الفنان الشاب سعد لمجرد الذي خلق الحدث الفني في السنوات الأخيرة، ليس فقط داخل المغرب بل في مختلف بقاع الوطن العربي والعالم، فأغنية هذا الفنان الأخيرة "لمعلم" حطمت كل الأرقام القياسية، وتربعت على عرش المشاهدات في موقع يوتيوب، وأيضا على عرش برامج المسابقات التلفزية والإذاعية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، فالأغنية حققت نسبة مشاهدة تاريخية في مشوار الأغاني المغربية، إذ تجاوزت إلى حدود الأسبوع الثالث من مارس 2016، ما مجموعه 291 مليون ونصف في ظرف حوالي عشرة أشهر، فيما حقق الإعلان الدعائي وحده أكثر من مليوني مشاهدة، وهي أرقام غنية عن التعليق.

هذه الأغنية التي وضعها لمجرد على يوتيوب بتاريخ 02 ماي 2015، هي من كلمات ألحان و توزيع جلال الحمداوي، وتوزيع ديجيتال: شركة قنوات، علما أن الفنان الشاب يتوفر على أزيد من مليون و133 ألف مشترك على قناته، إلا أن ذلك لا يعني أن كل مشاهدي الأغنية كانوا راضين عنها، فقد أبدى أكثر من 152 ألفا من المشاهدين عدم إعجابهم بالأغنية، إلا أن عدد المعجبين بها بلغ أكثر من 1.2 مليون معجب على القناة الرسمية لسعد المجرد على يوتيوب.

أغنية "المعلم" ليست الوحيدة التي حققت مشاهدات بالملايين للفنان سعد المجرد، بل أيضا هناك أغان أخرى، تجاوزت عتبة المليون مشاهد بدرجات كبيرة، ويكفي ذكر أغنية "إنتي" التي أنتجها مع الفنان "ديدجي فان" والتي حققت أكثر من 16 مليون مشاهدة في ظرف حوالي عشرة أشهر، كما أن أغنيته "سالينا" حققت هي الأخرى أكثر من مليون مشاهدة في ظرف شهر واحد من طرحها على يوتيوب.

مغني آخر شاب، استطاع أن يصعد درجات النجومية في ظرف وجيز، وهو الفنان أحمد شوقي المنتمي لمدينة تطوان شمال المغرب، هذا الأخير طرح قبل ثلاثة أسابيع أغنيته الجديدة "تسونامي"، وقد أحدثت فعلا رجة في الساحة الفنية المغربية، وحققت فعلا نسبة مشاهدة عالية، تجاوزت 8.5 مليون مشاهد على قناته الرسمية على يوتيوب، وهي أغنية صورت على طريقة فيديو كليب بمدينة مراكش، وتحديا بساحة جامع الفنا التاريخية، وهي من إنتاج الفنان العالمي "ريد-وان".

كما أن أغنيته (أحمد شوقي) التي اشتهر بها وهي "حبيبي i love you" بلغت منذ وضعها في قناته قبل حوالي سنتين، أكثر من ثمانية ملايين ونصف مشاهد، وتبقى أغنيته الشهيرة "كاينة ولا ماكيناش" الأكثر مشاهدة على يوتيوب منذ وضعها قبل حوالي 11 شهرا، حيث بلغت أكثر من 36 مليون مشاهدة.

من جهتها الفنانة أسماء لمنور، تبصم على حضور قوي في الساحة الفنية المغربية والعربية، وهي دائمة التواجد في المهرجانات والسهرات الفنية سواء داخل المغرب أو خارجه، ومن بين الأغاني التي حققت لها نجاحا ملحوظا، أغنية "صافي" التي قاربت الـ 16 مليون مشاهدة، منذ تحميلها قبل حوالي سنتين، فيما تجاوزت أغنيتها "درتي ليا الطيارة" أكثر من 13.5 مليون مشاهدة في ظرف 11 شهرا، كما أن أغنيتها "هاكاوا" التي صورتها في "موروكو مول – المغرب" بالدار البيضاء، حققت هي الأخرى نسبة مشاهدة عالية، بلغت حوالي 13.4 مليون مشاهدة على يوتيوب خلال سنة واحدة فقط.

دنيا بطمة بدورها سطع نجمها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ مشاركتها في برنامج "عرب آيدل"، حيث انطلقت في مسيرة فنية لامست فيها النجاح والشهرة من كل أطرافها، وهو ما انعكس على نسبة الإقبال على أغانيها، حيث حققت أغنيتها "مزيان واعر" أكثر من 31 مليون مشاهدة في أقل من ثمانية أشهر، أما أغنيتها "آه يا قمر" رفقة ابنة زوجها حلا الترك، فقد حققت أكثر من 14 مليون مشاهدة منذ تحميلها في فبراير 2015، كما أن أغنيتها "المغرب مغربنا" التي قدمتها بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، تجاوزت أربعة ملايين مشاهدة في ظرف أقل من أربعة أشهر ونصف.

فيما يخص الفنان الشاب حاتم عمور الذي لازال مكلوما بعد فقدان والدته مؤخرا، فقد حققت أغنيته الأخيرة "الاول" ما يفوق 11 مليون مشاهدة على قناته الرسمية في يوتيوب في ظرف شهرين فقط، وهي أغنية من كلمات و ألحان توفيق المغربي، توزيع جلال الحمداوي، إخراج جاد شويري وتوزيع ديجيتال شركة قنوات. بينما حققت أغنيته الشهيرة "مشيتي فيها" أكثر من 57 مليون مشاهدة في ظرف حوالي سنة من تحميلها، وهي أغنية ساهمت في شهرة الفنان حاتم عمور بشكل كبير.

ومن بين الفنانين الشباب الذين نجحوا في كسب حب الجمهور المغربي والعربي أيضا، والذين بدؤوا مسيرتهم في سن مبكرة، الفنان حفيظ الدوزي الذي يعيش متنقلا بين المغرب والعواصم الأوروبية وأمريكا، حيث حققت أغنيته "دوني لبلادي" المصورة في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 7.3 مليون مشاهدة على قناته الرسمية على يوتيوب في ظرف أربعة أشهر، وتجاوزت أغنيته "رمضان" أكثر من 2.8 ملايين مشاهدة على نفس القناة، بينما كانت أغنيته "حسدوا ولاغيرو" أكثر من 15 مليون مشاهدة في ظرف حوالي سنة، وتجاوزت أغنية "حبيب الروح" تسعة ملايين مشاهد في ظرف حوالي سنة.

هناك أغاني أخرى لفنانات وفنانين مغاربة، تألقوا بقطع فنية جميلة، حققت إقبالا كبيرا، وكأمثلة لذلك أغنية جميلة البدوي "بلاش بلاش" التي تجاوزت 53 مليون مشاهدة في ظرف أقل من خمسة أشهر على قناة "بلاتينيوم" المنتجة للأغنية. أما أغنية "الرسالة" لهدى سعد فقد تجاوزت مليوني مشاهدة في ثمانية أشهر، وأغنيتها "شاب الراس" تجاوزت أربعة ملايين ونصف في ظرف حوالي سنة.

وحققت أغنية "صنطيحة" للفنانية الشعبية زينة الداودية أكثر من 1.2 مليون مشاهدة في أقل من ثلاثة أسابيع، لكن أغنيتها الشهيرة "اعطيني صاكي" تظل متربعة على عرش أغانيها من حيث عدد المشاهدات، والتي حققت أكثر من 25 مليون مشاهدة في ظرف حوالي 12 شهرا.

وفي فئة فناني الراب حققت أغنية "دموع الحومة" وهي آخر انتاجات الفنان "مسلم" من مدينة طنجة أكثر من 3 ملايين مشاهد في حوالي شهر.